Tuesday, December 29, 2009

* هبــوط

اللوحة للفنان الإيراني / إيمان مالكي

بخطوات أثقلها الإرهاق والتعب هبطتُ تلك الدرجات المؤدية إلى ذلك العالم السفلي المعروف ضمنيـًا بـ المترو، تزامنـًا مع هبوط دورتي الدموية بعد يوم طويل من الطواف بين الكلية والعمل ثم أخيرًا تلك "الخروجة"، كما يروق لنا تسميتها، وعلي بـُعد خطوات أخري كان على ثلاثتنا الافتراق، حيث سيتخذ ثالثنا من رصيف المرج منطلقا له، بينما نتجه - أنا وهو- إلى رصيف الجيزة.

أخبرته باقتضاب شديد أني "معايا تذكرتي"، فانطلق ولم يعقب فى مِشيَةٍ هي الأقرب إلى الترنح، تشي برغبة صاحبها فى التساكر إن لم يكن بالخمر فبالقراءة تارة وبالشاي أخري، وبكل أصناف الفنون فيما تبقي له من أحيان. تقدمته إلى البوابات المؤدية إلى الرصيف وأخذت أعد العدة للغياب خلال تلك الدقائق التي تفصلنا عن المسكن، مستخدمًا تلك الوسيلة السحرية التى تكفل لى وحدي الاستئثار بالموسيقي الصادرة عن هاتفي المحمول، وتقوم في الوقت نفسه بانتشالي من ذلك العالم السفلي الذي لا يقلّ فى صخبه عن نظيره فى الأعلي، ولم يلبث هو الأخر أن قام بالمثل سابحًا بين صفحات كتابه مبتعدًا عن كل ما يمت بصلة للواقع من حوله.

... هدوء تام يتسيد المكان عقب انتهاء أنغام من تقديم وصلتها الغنائية على ذلك المسرح الافتراضي، ثم يتعالي الصَفِير والتصفيق لانسدال الستار عن جوني كاش الذي يقوم بتحية الجمهور – الافتـراضي أيضا- ثم التعريف عن نفسه كـعادته قبل أن يبدأ، أتسلل خـارجـًا من المـسرح ملقيًا نظـرة خـاطفة على العـالم الأخـر، أعبر تلك المسـافة القصـيرة التى تفصـل فيمـا بيننا لأجـده لايـزال غـائبًا فى دنياه الخــاصة ـرفقة كتابه، أعـود من فـوري إلى المسـرح حيث جوني كـاش يردد " San Quentin, I hate every inch of you" .. أتعجب من وقع اللفظ فى نفسي.
(((((((((("HATE"))))))))))

أتفكر مليـًا، أستعرض لحظاتٍ كُـثر جمعتنا فيها النشوة والطمأنينة، لحظات مزجت بين أرواحٍ تـُركت على سجيتها، أتأمل مقولة العم يحي حقي "ما أجمل تركُ النفس على سجيتها مع إنسان يحمل لك الود ويترك هو أيضا نفسه على سجيتها"، تجري الأفكار مني مجري الغصة فى الحلق، ومهما كان من تجاهلها فلا يشغلني عنها إلاها. أسترق النظر إليه فيبدو غريبا عني، أتعجب من قدرتنا على اقتسام غرفة واحدة للسكن، أعود لتلك الأيام التي سبقت انتقاله من المدينة الجامعية للإقامة معي بعد انتهاء الدراسة، وسعيي الحثيث لذلك، أذكر يوم أخبرني أن بإمكانه الإقامة فى المدينة لمزيد من الوقت، ولكنه يرغب فى خوض تجربة السكن خارج المدينة تلك التجربة التي لم يعرفها طوال السنوات الأربعة المنصرمة، وعلي الفور بدأت فى الإعداد لذلك.

... يتعالي التصفيق، تغيب الموسيقي، ينزل الستار، يعود الصمت ليخيم علي المكان، ويعود صَخَب العالم الواقعي للإعلان عن نفسه، يتبدي للأسماع صوتٌ ناعم، يأتي من بعيد، يخترق الصخب، تتصاغَي الآذان، يتضح الصوتُ شيئـًا فشيئـًا. حركة انسيابية بطيئة على أوتارٍ مشدودة لآلة الكمان الآسرة، تمتزج بها طرقاتٌ رقيقة علي لوحة بيانو، ثم تعقبها أهاتٌ خافتة لكورال نسائي. يملأني شعور عارم بالألفة تجاه الموسيقي، ليست بالغريبة عن مسامعي، ومع ذلك لا أتذكرها، ينسدل الستار ببطء عن ماجدة الرومي تتوسط المسرح الافتراضي، يتعالي التصفيق مرة أخري تحيةً لهـا، وبصوتها الهادر تشـدو "كم جميلٌ لو بقينا أصدقاء ..."

الآن فقط أعرف من أين أتاني إحساس الألفة، أتساءل كم من الوقت مر علي آخر مرة استمعتُ فيها إلى تلك الأغنية، تترامي إلى ذهني مشاهد متفرقة من إحدي تلك المرات، غرفتنا الضيقة، أضطجع بسريري بينما يجلس هو فى مواجهة الكمبيوتر، يذكر شيئا عن مدي عشقه لماجدة الرومي ولتلك الأغنية علي الأخص، أسأله عن اسم والدها فيخبرني، أصيحُ مصدقًا على كلامه لاعنًا ذاكرتي الضعيفة، أخبره بأنه هو نفسه من اكتشف فيروز فيتحول مجري الحديث إلى فيروز، أقول شيئا عن مدي عشقي لها، يذكر شيئا عن الرحابنة، ثم يقطع صوتٌ منفر حديثنا، صريرٌ متصاعد، أعجز إزاءه عن الحفاظ علي عالمي الافتراضي فأعود على إثره إلى دنيا الواقع...

يتوقف المترو، أنتبه فإذا هي محطتنا، ينفتح الباب بفعل مجهول يربض على عجلة القيادة فى المقدمة، يسوق أناسًا لا يعرفهم ولا يعرفونه، لا يدري هل يسوقهم أم يسوقونه، ينتقل بهم بين المحطات ذاتها كل يوم، وكأنما يذكرهم بحياتهم الرتيبة المكررة، أدلف إلي الرصيف فى خطوات قصيرة سريعة يدفعها التردد أكثر منه النشاط، أتأكد من مغادرته القطار أو بالأحري مغادرته عالمه الخاص، أتقدمه متجاوزًا بوابات الخروج بينما الأفكار تعود لمهاجمتي مرة أخري، عبثًا أحاول تفاديها. فشلت كل خبرتي اللغوية طوال اثني وعشرين عامًا فى مد جسرًا للكلام تعبر عليه الأفكار بيننا.

عاد الهدوء نسبيًا بوصولنا إلى المسكن، بدأ كلٌ منا في إعداد عدته مرة أخري للغياب عن الآخر خلال تلك الدقائق التي تفصلنا عن النوم حيث الانتقال إلى عالمٍ آخر يسبح فيه كلٌ منا منفردًا، كلٌ علي حسب ما ترسب فى عقله الباطن. خَلت تلك الدقائق سوي من محاولة مني لإعداد الشاي قابلها بشكر فاتر. تناولت أوراقي وبدأت فى كتابة تلك السطور التي أعرف مسبقًا أنه لن يقرأها أو أنه لن يهتم بقراءتها، وهنا عادت الأفكار وعادت الأسئلة وعاد ذلك الشعور الغريب المصاحب لتلك اللفظة المقيتة. أخذت أتساءل: متي انسحب الود ليحل محله ذلك الشعور البارد؟ متي صار ما يجمعنا مجرد جدران صماء لا تدعو سوي للانغلاق والاكتئاب؟ كيف تغاضينا عن ذلك السكوت حتي أصبح سرمديًا؟ كيف أضحي كل ما يربطنا مفتاح بمقدوره ضم جسدينا - دون روحينا- بمكان واحد؟
... وفجأة توقفت الأسئلة عن البحث عن أجوبتها، وكفت الأفكار عن مطاردتي، وعاد ذلك الصوت الهادر للتجول بين أروقة عقلي، فلملمت أوراقي وآويت إلي مهجعي ملقيًا بنظرة أخيرة على شريكي الذي كان ساكنًا فى مكانه على مقربةٍ من النوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كتبها / محمد عوض ... "سقراط"

Tuesday, November 3, 2009

قلب فاضي


هي
جميلة
خفيفة الروح
لها أكبر القلوب
هي
ذكية
تداعب قلبي
وتعرف أزقة عقلي
هي
موجودة
وغير موجودة
رغم تشبع المكان لعبقها
هي
أمي
وأقرب إخوتي
وأفضل أصدقاء عمري
هي
تحبني
تشاطرني حياتي
تـقـبلنـي كــما انــــا
هي
زوجتي
أم أولادي
رفيقة دربي الطويل
هي
غريبة
لا تعرفني
لا تزال في علم الغيب
***
انا
طيب
لست بالوسيم
وقلبي وسعه الدنيا
انا
فطن
واسع الأفق
أعرف الطريق لسعادتها
انا
موجود
وغير موجود
وكياني يغمر المكان
انا
أب
وأخ حميم
وصديق قريب بعيد
انا
أحبها
أكمل نقصها
وأقبلها كما هي
انا
حنون
طفل كبير
أحمل عنها الهموم
انا
أجهلها
غريب عنها
لازلت فى انتظارها

Wednesday, September 30, 2009

FREE

What goes through your mind?
As you sit there looking at me
Well I can tell from your looks
That you think I'm so oppressed
But I don't need for you to liberate me
My head is not bare
And you can't see my covered hair
So you sit there and stare
And you judge me with your glare
You sure I'm in despair
But are you not aware
Under this scarf that I wear
I have feelings and I do care
So don't you see?
That I'm truly free
This piece of scarf on me
I wear so proudly
To preserve my dignity
My modesty
My integrity
So don't judge me
Open your eyes and see
~~~~
"Why can't you just accept me?" she says
"Why can't I just be me?" she says
Time and time again
You speak of democracy
Yet you rob me of my liberty
And all I want is equality
Why can't you just let me be free?
~~~
For you I sing this song
My sister, my you always be strong
From you I've learned so much
How you suffer so much
Yet you forgive those who laugh at you
You walk with no fear
Through the insults you hear
Your wish so sincere
That they'd understand you
But before you walk away
This time you turn and say
But don't you see?
That I'm truly free
This piece of scarf on me
I wear so proudly
To preserve my dignity
My modesty
My integrity
So let me be
She says with a smileI'm the one who's
free

Wednesday, September 9, 2009

تسعة تسعة






النهاردة
النهاردة 9/9/2009 يوم مميز قوي والنهاردة كمان 19 رمضان يعني 19/9/1430 وبحسبة بسيطة نعرف ان النهاردة فيه خمس تسعات .. ايه بقي فايدة الكلام الفارغ ده، طيب هاقولكم على كلام تاني فارغ برضه وبعدين أقولكم فايدته ايه .. السنة اللى فاتت يوم 9/9/2008 كان بيوافق 9/9/1429 والغريب برضه ان اليوم ده كان فيه خمس تسعات بس المهم بقي من كل التسعات دي ان ده اليوم اللى انا بقيت فيه رسميا مدون او بمعني أصح بقي عندي مدونة اقدر العب فيها زى مانا عايز واقدر اقول فيها كل اللى انا عاوزه وبما ان النهاردة عيد ميلاد المدونة فالموضوع هايبقي استثنائي يعني اللى مش مهتم يقف هنا ويقفل الصفحة وانا مش هازعل.
اللى جاب لك يخلي لك
الموضوع استثنائي علشان أسباب كتيير أهمها على الاطلاق انى بتعامل مع مدونتي من يوم ما جت الدنيا على انها حتة مني او على انها بنتي وحتي كل الناس اللى قلت لهم ع الحكاية دي كانوا بيردو عليا بتريقة نفس الرد "اللى جاب لك يخلي لك".

لسه بنجرب
لحد النهاردة كانت الجملة اللي مكتوبة تحت اسم المدونة بتقول "لسه بنجرب .. يا مسهل" وده كان شعار المرحلة الاولي كنت لسه مش متأكد اذا كنت هانجح كمدون ولا لأ، وزي ما قلت فى اول تدوينة خالص ((دي مش نوتة .. دي مزيكا)) ان ده مش هدف فى حد ذاته دي وسيلة لهدف تانى اكبر يمكن اكون ماحددتش زمن معين للمرحلة دي لكني حجات كتير خلتني اعتبر انها انتهت اهمها اني ألميت بعالم التدوين الي حد يتناسب مع بداية المرحلة التانية.

جدارية فرعونية
طول السنة اللى فاتت المدونة كانت عاملة زي جدارية فرعونية ضخمة متسجل عليها كل المحطات اللى مريت بيها خلال السنة دي، على الرغم من عدد التدوينات القليل والفترات الطويلة اللى بتفصل ما بين بعضها البعض واللى امتدت فى بعض الاحيان لشهرين، لكن لما بنزل لاخر الصفحة واضغط علي "Older Posts" واقرا التدوينات القديمة بعيش تماما فى توقيت كتابة التدوينة وبفتكر كل الخبايا اللى موجودة بين السطور بلغة ماحدش هايفهمها غيري لاني الوحيد اللى حستها وقت كتابة التدوينة. فى تدوينات بفرح قوي لما بقراها واخد قلم فى نفسي واقول انا واد جامد، وسعات بحس بالكسوف من نفسي لما اقف قدام غلطة لغوية أو نحوية انا قصدت ما اعدلهاش علشان تفضل تفكرني انى بغلط [بس كلام بيني وبينكم كان في غلطة شنيعة فى التدوينة اللى فاتت وانا عدلتها بعد كام اسبوع وماعتقدش ان حد خد باله] وبزعل قوي لما بفتكر تدوينة معينة تدوينة عجبتني جدا جدا بعد كتابتها لكن بزعل قوي كل ما اقف عندها وابص على رقم التعليقات والاقيه "جراند زيرو" على رأي الاستاذ احمد عطية مدرس الفرنساوي، ربنا يمسيه بكل خير، وعلي سبيل اعادة البعث هي دي التدوينة ((أتعبدون ما تنحتون))

خـــــاص
اكتر حاجة كانت بتستفزني فى المدونات ان بعض المدونين بيتكلم عن تفاصيل حياته زي ماتكون تفاصيل حياة "ماريا تريزا" امبراطورة النمسا فى القرن السابع عشر. تلاقي الواحد من دول يقولك بكل استغراب "انا صحيت الصبح" ايه يعني ما كل الناس بتصحي الصبح او يقولك بمنتهي التعجب من عظمة الخالق، وشوف حكمة ربنا يا مسلم شوف حكمة ربنا، "المنبه هو اللى صحاني الله يحرقه بس قفلته ونمت تاني" وتحس ان دي فقرة من فقرات كتابة تخليص الابريز فى تلخيص حياة عتريس، علشان كده انا قررت تماما انى ابعد كل البعد عن اى كلام شخصي حتى البروفايل بتاعي ماكتبتش فيه غير انى مصري وعند 21 سنة وكنت واخد الموضوع جد قوي على اساس ان اضمن لتدويناتي اكبر قد من الموضوعية، لكن نظرا لاعتبارات المرحلة الجديدة والمنعطف التدويني اللى انا داخل عليه هايكون فى قدر اكبر من المرونة ويمكن علشان كده التدوينة دى هاتكون فى تصنيف منفرد سميته اسم معبر جدا "خـــــاص".

تسعة تسعة
لو هاقيّم اللى انا عملته من تسعة تسعة اللى فات لحد النهاردة، وخصوصا مدي التزامي بالخريطة اللى رسمتها فى اول تدوينة، هاقول انى فعلا التزمت بده وحققت هدفي من المرحلة دي بشكل كيفي او نوعي، وان كنت لم انجح بنفس القدر على المستوي الكمي وهو مدي الانتشار اللى حققته المدونة وطبعا مش اي انتشار فى اي مكان، ويمكن ده اللى دفعني انى اتصرف بشكل حادة فى موقف معين. فى احدي التدوينات السيد المدون المحترم اللى كتب أول تعليق كتب كلام كتير جدا يكاد يتعدي سطور التدوينة نفسها وفى نفس الوقت كان بيقول أي كلام لمجرد التعليق كان بيتكلم بنبرة اللى متفق مع كلامي مع العلم ان اللى هو بيقوله مالوش اى علاقة باللى انا قلته، فانا رديت عليه وقلت له "من الواضح ان حضرتك ماقريتش التدوينة كويس ياريت تقراها تاني" يعني كنت بقوله بذوق ايه اللى جاب عيشة لام الخير، وكانت النتيجة انه كتب رد تاني استشهد فيه ببعض الجملة من التدوينة تتوافق مع كلامه، فانا آثرت السكوت وعدم الدخول فى جدال لا يسمن ولا يغني من جوع وكان رد فعله انه ما عتبش المدونة تانى، وان كان للامانة مازال محتفظ بلينك مدونتي عنده. كل اللى انا عايز اقوله من ورا ده، اني زيي زي ناس كتيير جدا نفسهم يبقوا احسن، وبدافع من ده برفض كل حاجة بشوف انها دون المستوي، وان كان ده ثمن غالي لاني اكون مش اجتماعي بمفهوم اليومين دول، ويمكن علشان كده عدد التعليقات عندي قليل جدا، لكن في نفس الوقت انا فخور جدا بالناس القليلين اللى متابعين المدونة على قلة موضوعاتها وفخور أكتر باللى قرر يستحمل غلاستي ويقرا التدوينة دي لغاية هنا.

Monday, August 17, 2009

بو...ـبوس




- عمو عمو ..
- نعم يا حبيبي
- ممكن تضرب لي الجرس ده .. أصلي مش طايله
(صوت جرس: تررررررررررن)
- عاوز حاجة تانية ..
- آه .. يللا نجري.


لم يكن ذاك هو مربط الفرس، ليس لأنه صدمني بحقيقة أكره تذكرها، ولكن لأنه صدمني بإعجابه بالكاتب –على حد تعبيره- يوسف معاطي. وحيث أننا على مشارف صداقة كنت –ومازلت- آمل صَقلَها، وكيف لا وقد تلاقت اهتماتنا فى أكثر الأمكنة قربًا إلي قلبي، كان منير أولها، إلا أن صدمتي كانت أشد وطأةً عندما علل ذلك بأن يوسف معاطي حسبه –بعد الله- عادل إمام ونعم الشفيع، وأنه بوصوله إلى عادل إمام، الذي –على حد تعبيره أيضا- يحمل السينما المصرية على كتفيه، فقد عَبَر ما هو أعتي من المانش، ولا عزاء لعبد اللطيف أبو هيف.


أما عن حقيقتي التي أكره تذكرها والتي صدمني بها صديقي أو صدمني اكتشافه إياها، لخَّصها فى قوله بأني ((لا يُـطاق جدالي))، فبادرته مدافعًا "ليس بشأن كراهيتي لأحد تلك المخلوقات الخمسة على ظهر هذا الكوكب، والتي يأتي يوسف معاطي على رأسها". والحق أني ألتمس لصديقي العذر، فقد كان تصريحه هو رد الفعل الطبيعي والوحيد لتلك العاصفة التى أطلقتـُها بكل ما أوتيت ولم أوتي من القوة، حاطـًا بصديقي –وليس يوسف معاطي- إلي أسفل الأسفلين. ولكني، أيضا، ألتمس العذر لنفسي .. فقد يتقبل العاقل ندرة الأيدي البانية، ولكنه لا يتقبل، بأي حالٍ من الأحوال، كثرة مَعَاول الهدم.


سألتُ صديقي –بينما أنا ما أزال أسيرًا لثورتي- "سمِّ لى فيلمًا واحدًا من أفلام يوسف معاطي يستحق الإشادة؟" .. وكانت إجابته من الوهنِ بما يدعو حقـًا للرثاء، فقد قال بأن عقله لا يُسعفه بأي منها الآن. بالله عليكم، أليس ذلك بمدعاةٍ للرثاء؟ ألا تحتفظ ذاكرة أحد معجبي الكاتب، الذي يحتل اسمه ما يربو على نصف الانتاج السينمائي السنوي فى الخمسة أعوام الأخيرة، ولو بفيلم واحد يشارُ إليه ببنان الإكبار والتقدير؟


والحق أن يوسف معاطي لا يستحق هذا الرثاء ولا حتي مجرد الاهتمام، وأنـَّي لنا أن نهتم بكاتبٍ تخلو أعماله من أدني درجات الفكر أو المنطق، كاتب بارع فى تفجير القضايا، فقط تفجيرها، ثم الهرب قبل أن تصيبه إحدي شظايا هذا الانفجار، دون أن يخبرنا حتى بالهدف والطائل وراء مثل هذا التفجير.


الأمر لا يتطلب إعمالا للعقل، إنما يتطلب دراية بالالفاظ البذيئة وغير المقبولة أخلاقيًا، لملء الفراغ الموجود بالعنوان، باستخدام حرف واحد فقط، حتى يتبدي لك الاسم الحقيقي لآخر أفلام يوسف معاطي.
قل لي بالله عليك، أين المنطق فى فيلم مثل "السفارة فى العمارة"، كيف ينتهي الفيلم بتجاهل القضية الرئيسية التى أثارها لتتزوج الفتاة المثقفة الثورية من ذلك الشيخ الشهوانى الذي يكبرها بأربعين عامًا. أخبرني، عفا الله عني وعنك، كيف يخرج صديقان أحدهما مسلم والآخر مسيحي من السينما بعد تعرضهما لذلك الكم من المتفجرات فى فيلم "حسن ومرقص"، دون أن تتمزق أواصِر الود بينهما؟ ... هكذا أحكمت قضبتي على صديقي قبل أن يمضي وهو ينعتني بأني صعب المراس.


أعلم تمام العلم أني أستحق وصف صديقي، ولكني ما أن أخلو إلي نفسي وأحاول اقتفاء مواطن الخطأ فى رؤيتي الحادة، ومواطن الصواب فى رؤية الأخر الجادة، حتى أجد ما يُذكـِّي ثورتي ويزيدها اشتعالا. عندما خلوت إلى نفسي بعد ذهاب صديقي، وأخذت التفكر فى الأمر بعيونه، لم أجد فى أعمال يوسف معاطي سوي تلك "النكتة" القديمة التى يقوم فيها الطفل الصغير بمشاغلة جيرانه بأن يطرق بابهم ثم يجري للاختباء، هكذا هي أعماله، تطرق أبواب عقولنا ثم تهرع إلى الاختباء، فإذا ما فتحنا لا نجد سوي الفراغ يطالعنا بوجهه الخالي من أية ملامح، حتي إذا ما اعتادت ذلك عقولنا توقفت عن الاستجابة لأي طارق، إلي أن يكسو الصدأ مفاصلها ويمنعها الحركة، وقتئذ تكون أعمال يوسف معاطي قد آتت ثمارها، حيث تزداد جماهيره ومعجبيه من أصحاب العقول الصدئة.

Thursday, July 16, 2009

HitcH

Life is not the amount of breath you take, it's the moment that takes your breath away
هل تذكر تلك الفتاة التي أخذت بتلابيب عقلك؟ هل تذكر سعيك الحثيث للفوز بمجرد نظرة عابرة منها؟ وهل تذكر كيف انتهي بك الامر دون أن تُشعرها حتى بمجرد وجودك فى محيطها المغناطيسي؟ أما ان كنت أحد هؤلاء الذين لم يُبقوا رأسًا للسمكة ولا ذيلا، ولم تحو ذاكرتك شيئا من هذا القبيل، فإنك بالطبع تذكر تلك المرات التى لعنت فيها الحظ الذي جمع بين هذا الأحدب وتلك الجميلة.

This is exactly why falling in love is so god dam hard
اذا اصطلحنا على تسمية صاحب الحالة الاولى بــ "المؤدب"، والثانية بــ "السمّاك"، وقمنا باستدعاء ما تبقي من ذلك السيناريو من مخيلتنا، فسوف نتفق على أن المؤدب بعد عدد من المحاولات غير الناجحة سيركن الي الرضا بأن حظه كـ "أحدب" لن يحمل له بين طياته سوي "الدميمة"، وفى المقابل فإن السمّاك، بعد الكثير من المحاولات الناجعة، لن يرضي بغير الجميلة بديلا. الفيلم الامريكي ((Hitch)) بطولة النجم الأسمر ((Will Smith)) يحمل رؤية مغايرة تماما لتلك التى سلف ذكرها.
Even a beautiful woman doesn't know what she wants until she sees it. And that's where I come in. My job is to open her eyes. And it's your job not to mess it up

ذاك هو "هيتش" وتلك هى وظيفته ((Date Doctor)) أن يجعل من المؤدب سمّاكًا يليق بأجمل الجميلات، ضارب بنظريتنا عن المؤدب والسمّاك عرض الحائط، مدّعيا بأن كل انسان على وجه البسيطة من حقه أن يحظي بفرصته دون الاستسلام لمثل تلك الاعتقادات السلبية.
هل تذكر ..... قد لا يبدو من الظريف تكرار تلك الصيغة منعا للملل، ولكنك بالطبع تذكر كيف ومتي اتخذتك عبدًا تلك الاعتقادات، وبالبطع تذكر تلك الجميلة التى فشلت فى الوصول اليها، فقط لاعتقادك بأنك لاتحمل سوي بطاقة من نوعية "مؤدب" والتى لا تكفي لعبورك تلك السياج التى تتحصن بها تلك الجميلة، ولعلك أيضا تذكر كيف طال بك الانتظار لمخلّص كذلك الـ "هيتش".
Some guys naturally develop a comfort with the opposite sex, they like women, women like them, every thing follows naturally. Back in college, I was just not one of them
وقد تتعجب لعلمك أن ذلك الــ "هيتش" لم يكن أحد أولائك السمّاكين المَهرة، ولكن يظل السؤال قائما، كيف تتحول من كونك مؤدبًا يشتهي السمك، إلي صياد ماهر؟ ورغم ما يبدو من صعوبة الاجابة على مثل هذا السؤال، الا ان "هيتش" يجعلها غاية فى البساطة.
Basic principles, no matter what, no matter when, no matter who ... Any man has the chance to sweep any woman off her feet, just need the right broom
وبعيدا عن النظرية والنظرية المضادة، ماذا عن الحب؟ خلال تلك السنوات التي أبحرت فيها بفلك العمر، ألم ترس بك الى شاطيء الهوي؟ وإذا كنت لم تفعل، ألم تحدثك نفسك بذلك؟ ألم تملأك الرغبة فى اعتلاء أعلي القمم لمجرد الارتماء من على سطحها من أجل السقوط؟ لا تدري أتسقط فى الهاوية أم تسقط فى الهوي .. أو كما يروق للبعض أن يقول، الوقوع فى الحب. أو كما يقول أحد أبطال الفيلم ...
You know, honestly, I never knew I could feel like this. I swear I'm going out of my mind. It's like I want to throw myself off of every building in New York, I see a cab and I just wanna dive in front of it, because then I'll stop thinking about her
ولكن اذا كان السقوط فى الهوي عكس اتجاه الجاذبية، ألا يعني ذلك التحليق الى أبعد السموات. عندما تشعر برغبتك فى استبدال قلبك مع الآخر، ألا يعد ذلك رمزا جليًا؟ فإذا كان قلبك هو تلك المضخة التى تبعث الحياة في جسدك، ألا يعني اقتناء ذلك الآخر له اقتناءًا لحياتك؟ واذا كان الآخر هو باعث الحياة الى قلبك، ألا يرتبط وجوده بوجودك؟ وحياته بجياتك؟ وقربه بهنائك؟ وبعده بشقائك؟

Sarah: Are you trying to get yourself killed
Hitch: Is that what it takes
Mariah: Sarah, what happened
Sarah: He jumped on the car
Mariah: why
Hitch: Because that's what people do, they leap, and hope the god they can fly, because otherwise we just drop like a rock, wandering the whole way down, why the hell did I jump? And here I am Sarah, falling, and there's only one person who can makes me feel like I can fly, it's you

Friday, May 15, 2009

يوم التدوين عن فلسطين





يمكن لانى ماحبتش ابقي سلبي...
يمكن لان الكلام طالع من قلبي...
يمكن لان الموضوع يستاهل...
ويمكن لان الورقة والقلم جمبي

يمكن لانها دعوة هاتموت من غير استجابة...
يمكن لان كل دموعي كانت كدابة...
يمكن لانى خايف ابقي جبان...
ويمكن لان الاقصي من غير بوابة

يمكن لان فلسطين عربية...
يمكن لاننا بعنا القضية...
يمكن لاننا نسينا التاريخ...
ويمكن لاننا ضيعنا اللغة العربية

يمكن لان ولادنا مش عارفين عاصمة فلسطين...
يمكن لانهم مش فاهمين عدوهم مين...
يمكن لانهم راحو فى بحر البقر...
ويمكن لاننا انهزمنا فى سبعة وستين

يمكن لان الجبن بقي سيد الاخلاق...
يمكن لان النخوة بيقصرها لنا الحلاق...
يمكن لان الكلمة ارخص من الدم...
ويمكن لان كل اللى باقي شوية اوراق

يمكن لان اللى ضاع شوية اراضي...
يمكن لان ده كله كلام فاضي...
يمكن لان انا مش هنا ولا حتى هناك...
ويمكن لان كرامتى اداست وانا راضي

يمكن لان ده كله رسم وتلوين...
يمكن لان النعام بيحط راسه فى الطين...
يمكن لانى صحيت لقتني بحلم...
ويمكن لان النهارة يوم التدوين...
عن فلسطين
..........
.........
........
.......
......
.....
....
...
..
.
محمد عوض
((سقراط))

Friday, May 8, 2009

القالعة



المتأمل فى حال المرأة المصرية هذه الأيام لن يخرج من حالة التأمل تلك إلا بفهمٍ وحيد لقضية تحرير المرأة، وهو أن أنصار تلك القضية والمدافعين عن حرية المرأة يأملون إلى تحرر المرأة من كافة القيود التى تعوق قيامها بدورها فى المجتمع، وأنهم دَرَجوا على اعتبار أن أول وأهم تلك القيود والتى يجب على المرأة التحرر منها، هى ملابسها.

وبالأخذ فى الاعتبار أن تلك القضية قد نالت مالم تستحقه من التحليل والتمحيص من جانب كافة الأطراف المعنية وغير المعنية، فإن أية محاولة لمناقشة الأمر من نفس الجوانب وبواسطة نفس الأطراف، لن تَعدو أن تكون بمثابة زيادة المشرحة قتيلا، وعلى هذا فإن هذه التدوينة تتناول القضية نفسها ولكن بطرح يختلف عن سابقيه، على حد زَعم كاتب هذه السطور.

بالنظر إلى الغالبية العظمي من المصريات، والممثلة لـ "الموضة" النسائية فى مصر، وبأدني حدود الدقة فى الملاحظة، سيتبدي لك أن الموضة النسائية فى سباقٍ محتدم مع الذوق النسائي نحو الضيق والقصر، والذي قد يكون انعكاسا إما لضيق الأحوال المعيشية، أو لقصر ذات اليد. فأما الأولى فتتبدي بشدة فى ذلك الاختراع غير المسبوق والمسمي بالـ "بدي"، وبالانجليزية "Body"، والذي تتسابق على انتاجه شركتان ترفعان شعار الوحدة الوطنية، حيث أن هذا الـ بدي يناسب كلا من المحجبة وغير المحجبة، حتى أن إحدي هاتين الشركتين قالت فى إحدى حملاتها الدعائية مخاطبة كل النساء بصفة عامة "دلوقتى تقدري تلبسي كل اللى نفسك فيه"، وبتقمص دور أحمد الفيشاوي فى فيلم "الحاسة السابعة" حيث كان بمقدوره سماع الأفكار والنفاذ لما وراء الكلمات، سنجد أن الشعار الحقيقي لتلك الحملة الدعائية هو "دلوقتى تقدري تقلعي كل اللي نفسك فيه". وأما بالنسبة لصيحة القصر فهى شديدة الصلة بذلك الـ بدي، حيث يفترض فيه أن يداري كل ما من شأن القصر أن يظهره.

وقد يلزم التنبيه مرة أخري أننا هنا لسنا بصدد الحديث من منظورٍ ديني أو أخلاقي، وإنما من منظور إنساني عقلاني، فى محاولة للإجابة على بعض الاسئلة الملحة على أذهان الكثيرين .. ما الدافع وراء سعي المرأة لجعل نفسها مشاعًا؟ ما الذي يدفعها لأن تشري نفسها ببخس الثمن؟ كيف يسهل عليها بلوغ الطرقات بحصونٍ بالية لاتستر عِرضها؟ وأخيرًا، كيف تدّعي أن ذلك ضربا من الحرية؟

ولكن، قد يبدو أن التساؤل الأكثر أهمية هو: ما الذي أدي بالمجتمع بأسره إلي قبول التعرّي كأحد ضروب الحرية؟ وبعيدًا عما إذا كان ذلك الفهم قد تم تصديره إلينا بشكل أو بآخر، أو قمنا نحن بإنتاجه محليًا، لا يلوح فى الأفق سوي جوابٍ وحيد، أنه بموت القيم الإنسانية تفني مشاعر الإنسان، وبالمثل فإنه بموت الخُلق يفني أى شعورٍ بالغِيرة.
===================
بنت العرب ... خالد عجاج

Tuesday, April 28, 2009

دور برد 3





- اسفة يا احمد اتأخرت عليك
- لا ولا يهمك مافيش مشكلة
- ايه بقي الموضوع المهم اللى انت عايز تكلمني فيه
- بصي يا ستي ................
- ايه يبني ماتقول .. فى ايه؟
- الموضوع مايتقالش غير فى كلمتين "بسمة انا بحبك"
- ................
- ................
- احمد .. انا مقدرة مشاعرك جدا . بس ................
- ................

قطع

عارف ايه اهم حاجة علشان تلعب شطرنج
انك تركز فى لعبة الخصم
يعني لازم تسأل نفسك هو ليه حرك القطعة دى بالذات
ولازم تبقي عارف انه اكيد بيرتب للعبة اكبر
يعني اللعبة دى ممكن تكون مجرد طعم
عشان كده سعات وانت بتلعب
تلاقي نفسك بتاهجم بضراوة على الخصم
وفجأة تكتشف ان الملك بتاعك فى خطر
وتفشل كل محاولاتك المستميتة فى انقاذه
والدور ينتهي بخسارتك
لكن الفرق بين الحب والشطرنج
ان الحب مافيش فيه خسارة


======================


عندما نجوب الارض بحثًا
عما يُسبر غَور أرواحنا
عندما نشتهيه كالماء
لا عطشًا وإنما أملا فى الارتواء
عندما تداهمنا ذكرياتٌ شدّ ما آلمتنا
عندما تجف مآقينا وتأبي أعيننا البكاء
عندما يكون السعيُ اليه حثيثًا وغير حثيث
عندما نهيم فى بيداءٍ بلا انتهاء
عندما يفني العمرُ انتظارًا
عندما لا نرجو من الحياة سوي اللقاء


======================


حبيبي ... جوليا بطرس
((اضغط للتحميل))


دور برد 1 ........... دور برد 2

Tuesday, April 14, 2009

أمــا بعد





فى إحدي صفحات العدد رقم 110 من جريدة الدستور واللى بتاريخ 25 ابريل 2007، نُشر حوار أجرته الجريدة مع عالم النفس المصري الدكتور قدري حفني، وفى الوقت ده كانت بداية الإضرابات العمالية، واللى انتشرت زى العدوي من مكان لآخر ومن مجال لآخر، وكانت الفكرة الرئيسية اللى قام عليها الحوار هى إمكانية أن تتحول موجة الإضرابات دى إلى ثورة شعبية، أو بمعني تانى هل الشخصية المصرية من وجهة نظر علم النفس السياسي تؤهل الشعب المصري إلى مثل هذا التحول؟


النهاردة وبعد مرور أكتر من أسبوع على إضراب 6 ابريل نقدر نقول بكل ضمير مرتاح ان الإضراب فشل، بعيدًا عن أى اتهامات بالعمالة أو الخيانة أو غيرها من التهم التيك اوي، لكن اللى خلى الفشل ده مؤلم قوي؛ ان ناس كتير وأولهم منظمي الإضراب والمشاركين فيه من كافة التيارات السياسية والاجتماعية، كل دول توقعوا ان الشعب المصري بمختلف فئاته هايتفاعل بشكل إيجابي مع الإضراب، لكن اللى حصل كان أكبر من النقيض، لأن الشعب مش بس تفاعل بشكل سلبي .. ده نسبة كبيرة جدا منه ماكانش عندها علم بالموضوع من أساسه.


الدكتور قدري حفني استبعد تماما أن تكون الثورة وشيكة الحدوث أو أن الإضرابات اللى انتشرت عدوتها تتسبب فى انتفاضة كاملة للشعب فى مواجهة الظروف السيئة اللى بيعشها واللى بتزداد سوء يوم بعد يوم، وان السبب فى كده ان المصري مازال عنده امل فى التغيير.


فى نفس الوقت اللى كان فيه حشد من الطلبة بتتظاهر فى جامعة القاهرة مستغلين الحراك السياسي اللى تمثل فى إضراب 6 ابريل للمطالبة ببعض المطالب اللى بالقطع تهم كل طلبة الجامعة، كان فى حشد أكبر بيرقصوا على صوت حماقي هاتفًا بأغنيته الثورية "ناويها" (طبعا الاغنية ثورية لانها عملت ثورة فى انحطاط الذوق العام) والوضع مكانش مختلف كتير فى باقي الجامعات ففي حين ان حماقى كان فى جامعة القاهرة بروحه كان موجود فى جامعة عين شمس بجثته مش بس بروحه.


الدكتور قدري حفني رفض تمامًا تحميل الشعب المصري مسئولية استمرار حالة التدهور اللى بتعشها البلد على كل المستويات، وأبدي استياءه الشديد من كل من يَصِم الشعب بالجهل والسلبية والبلادة، وقال ان السبب فى كده هو وجود فجوة كبيرة بين النخبة المثقفة وبين رجل الشارع العادى "المثقف يدعو الناس إلى الثورة، فإذا لم يثوروا ثار هو عليهم" وان المثقف بيشوف الوضع من منظوره هو مش من منظور الناس، وبيبني افتراضات أحادية البُعد يستند إليها فى التنبؤ بالثورة، وبتكون النتيجة سلبية بالطبع.


النهاردة وبعد أكتر من أسبوع على إضراب السادس من ابريل، أعتقد ان الحدث خد حقه من التحليل والتمحيص والتفنيط والمخمضة، ويكفي إنك تزور أى مجمع مدونات، وتدور على التدوينات اللى بتاريخ 6 ابريل، هاتكتشف ان أغلبها وان لم تكن كلها بتتكلم عن نفس الموضوع وبنفس العناوين، لكن بمنتهي الأسي والأسف نقدر نقول ان بعد كل هذا التناول غير المتناهي من قبل كافة وسائل الاتصال وليس فقط الإعلام ....... ايه النتيجة؟!!


اختيار الدكتور قدري حفني للحوار ده بالذات ماكانش اختيار عابر أو عفوي، لكن كان نظرًا لقيمة الرجل العلمية ولخبرته الطويلة كأستاذ فى العديد من الجامعات، وشغله لمناصب استشارية فى العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، وأخيرًا حصوله على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية .. وكل ده معناه ان تحليله أكيد هايكون على درجة كبيرة من الأهمية والدقة. فلو أخذنا برؤيته وتحليله، اللى فى غاية الموضوعية وعلى درجة عالية جدا من الاقناع، نقدر نفهم بالظبط ليه الفشل ده كان مؤلم، لكن الأهم ان كل اللى حس بألم الفشل ده، هو نفسه اللى أخطأ فى التقدير.


عنوان التدوينة "أمـا بعد" هو نفسه عنوان التدوينة اللى كتبتها المدوِنة انجي إبراهيم عن الإضراب، وقالت فيها بمنتهي البساطة انها أكيد بتحلم ان الوضع يكون أحسن، لكن الأهم انها عاوزة تعمل ده بإيدها أو على حسب تعبيرها "أعرف أن هناك دورًا لى فى هذه المسرحية وأحاول أن أؤديه على أكمل وجه.." .. وانطلاقا من الدعوة الضمنية اللى دعت اليها انجي انا كتبت التدوينة دى.
احنا منتظرين ان البلد ينصلح حالها اللى هو حالنا، لكن مافكرناش ان حالها المعووج ده هو برضه حالنا المعووج، وخلينا ناخد مثال بسيط جدا على الكلام ده ... "الطوابير" .. كل الطوابير اللى بنقف فيها من يوم ما نتولد ولحد مانموت، أكيد الحكومة مسئولة عن الفوضي اللى بتحصل فى أى عملية توزيع وبتظهر على إثرها الطوابير، لكن أكيد برضه احنا بنتحمل جزء أكبر من الفوضي دي، لأننا ببساطة عمرنا ما عرفنا ننظم نفسنا فى أى حاجة ...
من الصعب انى أطالب أى حد بأي شكل من أشكال الإيجابية فى موضوع الطوابير بالذات، لأن ببساطة كلنا عارفين السيناريو اللى بيحصل من أول الواسطة لحد الناس اللى بتدخل فى نص الطابور من غير لا إحم ولا دستور، وطبعا كلنا نفسنا الوضع ده يتغير، بس هايتغير ازاى اذا كنا كلنا مستنيين ان حد تانى يغيره؟!
اختصارًا .. التدوينة دى دعوة .. دعوة من غير اسم .. ومن غير بوسترز .. ومن غير دعاية .. ومن غير مجموعة ع الفيس بوك .. دعوة لكل المدونين وغير المدونين .. التزم بدورك فى الطابور .. مش علشان تبقي إيجابي .. لكن علشان تعلم الناس الإيجابية .. علشان يبدأو بيك .. علشان بلدنا ينصلح حالها .. اللى هو حالنا ..

=====================================
الكنبة ... كلمات/ على سلامة



كان يوم جمعة ..
او يوم حد ..
مبتفرقش كتير ..
كنت اعوذ بالله من قولة انا ..
واتنين اصحابي ..
وابن خالتى سمير ..
وبعد ما ضربنا جبنة قديمة ..
وعسل اسود وطحينة وفطير ..
فى البلكونة البحري ..
اللى بتطل ع المنور ..
جنب قفص العصافير ..
ومع كوباية الشاي ابو نعناع ..
دار الكلام عن الاحلام ..
عن الاوجاع ..
وايه لسه فينا باقي ؟!
وايه اللى ضاع ؟!
اتكلمنا عن حرية الابداع ..
والتعبير ..
وماتش الاهلى وطلائع الجيش ..
وعدينا من بعيد ..
على ازمة الزمالك ورغيف العيش ..
وسوء التفاهم ..
بين اتحاد الكورة والجماهير ..
اتكلمنا عن فن العمارة ..
وعن سوء الادارة ..
ويا تري فى كام تقاطع ..
وكام اشارة ..
فى شارع الهرم ..
واتكلمنا عن معني الالم ..
ورجل الترابيزة ..
اللى عايزة تتثبت بمسامير ..
واتكلمنا عن لمبة السلم ..
ازاى بتتسرق ..
وليه بتتحرق كتير ..
ناس تقول م الرطوبة ..
وناس تقول يمكن طوبة ..
وناس تقول احتمال ..
قلة ضمير ..
واتكلمنا عن شارع القصر العيني ..
اتجاه واحد ..
ولا اتجاهين احسن ..
ولا مافيش داعي خالص ..
نروح ميدان التحرير ..
وفضلنا نتكلم ونقول ونزعق ..
وصوتنا يعلى ..
وخالتى تقلق ..
والترابيزة تتهز ..
وانا خايف ع الشاي ..
وع البنطلون ..
و م الفار ..
اللى ماشي ع المواسير ..
بقولك ايه ..
احنا بقي محتاجين فرافيرو العجيب ..
يحل مشاكلنا ..
لما نقوله تعالى ..
يقول انا جاى ..
ويقف ع البلكونة ويطير ..
يا عم ده انا لما ازعل ..
واغضب واحتج ..
واخد موقف واعترض ..
يا دوب الوي بوزي واتقمص ..
او بالكتير ..
انام ع الكنبة ..
وعلى وش الصبح ..
ارضي بأي حاجة ..
علشان ارجع تانى ..
انام فى السرير ..
هى الجبنة القديمة فين ..

Sunday, March 22, 2009

فى المترو




كم يُثيرون غيظي .. كم أحسدهم على ذلك الثبات .. حاولت بدافعٍ من الغبطة أحيانًا، ومن الحسد أخري، أن أحذو حذوهم واتمكن من الوقوف بثبات دون التشبّث بأى من تلك الحلقات البلاستيكية، أو الأنابيب المصمتة، أثناء سير المترو ...
قضيت لحظاتٍ أرقبُه خلتها دقائق .. يقف بثبات، لا يُعِير تلك المكابح اهتمامًا .. يتشبّث بمصرعي كتابه كما أفعل أنا مع تلك الأنبوبة العمودية فى أحد أركان العربة .. بعد برهة من التأمل لفت انتباهي عنوان الكتاب .. إنها تلك الرواية التى ذاع صيتها مؤخرًا .. لا أنكر أنها أعجبتني، وإن كنت أكره ذلك، بدافع من كرهي لكل ما يروق هؤلاء الحمقي الملايين ...
حدثتني نفسي بمبادلته أطراف الحديث بصدد تلك الرواية .. ليس ذلك تمامًا ما أردته، وإنما أردت الولوج عبر هذا الثابت .. لم يَطل ترددي حتى بادرته، أو قل فاجأته قائلة: إنها "فانتزيا"، أليس كذلك؟ .. فردّ باقتضاب شديد بعد نظرة طويلة فاحصة: نعم هى ...
تجاوزت عينيه التى لم تلبث أن عادت إلى الأوراق مرة أخري، وقلت فى شيء من التوتر: كيف تراها؟ .. باعد بين مصرعي ثغره راسمًا ابتسامة قصيرة تزامنت مع تقارب مصرعي الكتاب مغلقا إياه وقال: أنا أقرأها للمرة الثانية ولم تتغير رؤيتي لها .. مزيج من السطحية والمبالغة، ينقصها الكثير من الحبكة الفنية، وان لم تخل من المثيرات الشعبية. تساءلت مسرعة: وما المثيرات الشعبية؟ .. فأجاب فى هدوء: ثُلة من مثيرات الانفعال، يأتى على رأسها الجنس والنزاع الطبقي، والتى غالبًا ما يستخدمها الكاتب لتحقيق مدي أوسع من الانتشار، وقدر أكبر من العائد المادى .. أفلتُّ قبضتي استعدادًا للزود عن نفسي التى تمثلت فى إعجابي بتلك الرواية، وقلت فى شيءٍ من الانفعال: إذن أنت أحدهم؟ .. تقطّبت جبينه، وتقوّس حاجباه، وتساءل بدوره: ومن هم؟ فقلت بشيءٍ من الثبات: أولاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب. عاد إلي الابتسام قائلا: حسنا إن كان هذا هو لسان أولائك، فماذا يري تلكم؟ .. تناولت قدرًا لا بأس به من الأكسجين، وزفرته فى بطءٍ، ثم قلت: إنها مجرد تجسيد لواقعنا المرير، وذاك ليس ذنب الكاتب. فصمت قليلا ثم قال: عند مرحلة معينة لا تجدي شكوي المريض، وإنما تهّيئه لاستقبال المزيد من الآلام التى قد يؤدي تصاعدها الى سقوطه صريعا .. فأسرعت بسؤاله: إذن فلماذا تقرأها للمرة الثانية؟ فأجاب من فوره: حتى أثقل من رؤيتي، واتجنب الرؤية السطحية ... وهنا أصدر سائق المترو أوامره بكبح جماح ذلك الثعبان الحديدي الهائل، تلك الأوامر التى تلقتها المكابح بشيءٍ من الغلظة كدت أسقط على إثرها، ولكنى عدت للتشبّث بتلك الاسطوانة المعدنية، ورمقت مُحدّثي بنظرة تملؤها الغيرة حيث كان ثابتا فى مكانه
.

Friday, March 6, 2009

الاستقرار فى مواجهة الاستهتار




لو سلمنا بافتراض ان فيه حد للمقبول وحد للمعقول، ولو سلمنا برضه بان فيه فرق بين اللى اتنين دول، وممكن اوضح لكم الكلام ده بحكاية بسيطة جدا .... واحد اشتري براد شاي كهربائي، وعلى غير العادة قرأ ورقة التعليمات الخاصة بالبراد، وشد انتباهه نقطة معينة بتقول "عدم ملء البراد بكمية مياة تفوق سعته الموضحة على جانبه بالارقام" وطبعا الكلام ده معناه ان كمية الميه اللى بياخدها البراد اكبر من الكمية اللى يقدر يسخنها، وانك لو مليته كله وحاولت تسخن فيه المية ده هايقصر عليه، لكن صاحبنا ماكانش عاجبه الكلام ده فقرر يجرب بنفسه، وبناء عليه ملي البراد كله وسخن فيه الميه وماحصلش أى حاجة للبراد، لكن لما عمل كده أكتر من مرة البراد فجأة أعلن العصيان، وقال "والله مانا مسخن ولا نقطة مية تانى بعد كده" ....
والقصد من الحكاية دى ان كان فى حد للمقبول وهو الحد اللى قالت عليه ورقة التعليمات ان البراد مش هايقبل بأكتر من كده، وبرضه فى حد للمعقول ان السعة الرياضية للبراد فعلا تخليه ياخد كمية اكبر من اللى قالت عليها ورقة التعليمات، وفعلا البراد سخن الكميه دى فى الاول، لكن لما اتكررت التجربة البراد اتعطل ..
الأهم بقي من كل ده ان فى حالة وجود تصادم ما بين الحد المقبول والحد المعقول لازم يحصل انفجار، لازم نسمع صوت للتصادم ده، لازم كل واحد فى اللى اتنين دول يرجع لورا خطوتين من أثر الاصطدام، هو ده اللى بتقول عليه قوانين الفيزيا والطبيعة.

من سنتين، فى حلقة من حلقات برنامج "البيت بيتك" كان مقدم البرنامج، المذيع اللامع البارع الفاقع تامر امين مستضيف السيد محمد منصور وزير النقل والمواصلات، فى واحدة من وصلات الاستاذ تامر لتلميع الحكومة ووزرائها ..
والسيد الباشمهندس الوزير اتكلم عن خطة الوزارة لتحسين خدمات هئية السكك الحديدية، واللى طبعا مستوحاة من وحل خيال معاليه .. وزي ما المخرج ورانا ع الشاشة السيد الوزير وهو بيتفقد القاطرات الجديدة اللى أكد سيادته إنها مصممة بأيد مصرية خالصة.
وطبعا علشان الرأي والرأي الاخر كان فى لقاء مع بعض المواطنين داخل احدى القطارات واحد منهم قال: "زي ماحضراتكم شايفين مافيش نور فى القطر والقطر ده معاده الساعة 6 والساعة دلوقتى بقيت 8 ولسه الونش ماجاش" وأشياء من هذا القبيل.
لكن طبعا الاستاذ تامر تغاضي عن هذا الافتراء باعتباره قبل تنفيذ خطة معالى الوزير وان الدنيا هاتبقي فل من هنا ورايح .. وطبعا زى ماعودتنا كل الحكومات اللى تعاقبت علينا وعلى اللى خلفونا، انها زى ما بتوعد لازم تخلف وعدها، وبناء عليه وبعد سنتين لو أى حد فكر يفتح السمكة مش هايلاقي الخاتم لأن ببساطة مافيش خاتم .

فى حدود المعقول ممكن تامر يستضيف معالى الوزير ويقوله "معاليك" و"سموك" وكل حاجة، وفى حدود المعقول برضه ان السيد الوزير ممكن يتكلم عن أى خطط وهمية زى ما هو عايز .. لكن فى حدود المقبول مش المفروض ان ده يستمر لمدة سنتين، أو بمعني آخر كان المفروض ان الاصطدام يحصل من زمان قوي، وخلونا نحسبها بمنطق رياضي فزيائي طبيعي بحت .. العربية الواحدة فى القطار موجود فيها عدد 80 مقعد بناء على ترقيمهم، من المعقول ان العربية تاخد بني ادميين اكتر من العدد ده لكن اكيد فى حد للمقبول يعني ماينفعش انها تاخد 200 بني ادم، بس واقعيا هو ده اللى بيحصل، يعني فى تناقض ما بين كل من حد المعقول وحد المقبول، وحسب قوانين الفيزيا لازم يحصل هنا تصادم ويبان اثره زى ما قلنا، لكن طبعا ده يحصل مع اى حد تانى غيرنا لاننا على رأي جميل راتب فى فيلم "الكيف"، احنا فراعنة والرياضة والفيزيا دول بتوع بلاد بره، يبقوا مايمشوش معانا.

فى كتاب "مكانة مصر" للمؤرخ الراحل د.يونان لبيب رزق، بيستعرض فيه الكاتب مكانة مصر عبر عصور ومراحل مختلفة، من أول محمد على سنة 1805 وحتى عصرنا الحالى، وقسم الكتاب الى فصول وفقا للمراحل المختلفة، وفى الفصل الأخير اللى بيعرض للفترة من 1981 حتى الان واللى بعنوان "الاستقرار فى مواجهة الحصار"، قال د.يونان لبيب رزق ان مصر فى المرحلة دى استطاعت انها تحافظ على استقرار مكانتها بالرغم من كل التحديات التى حاصرتها داخليا وخارجيا، اقليميا ودوليا .

ومع كامل احترامى للدكتور يونان لبيب رزق، وكامل تقديري وحفظي لمكانة الرجل، من الواضح للكفيف ان مكانة مصر فى الفترة دى بالذات فى تدهور مضطرد على كافة الأصعدة، ويمكن المفارقة ان السبب هو الاستقرار برضه، بصرف النظر بقي عن استقرار ايه، سواء كان استقرار قضبان السكك الحديدية، أو استقرار السيد محمد منصور فى كرسي الوزارة، أو استقرار الـ 200 بني ادم فى العربة اللى سعتها 80 مقعد، أو استقرار الأهرامات فى الجيزة علشان تفكرنا دايما بالفراعنة اللى كانوا بيعشقوا الاستقرار. وبعيدًا عن أى تسميات، كلمة الاستقرار دى مجرد تخفيف للفظ أكثر حدة، لفظ أوله "ح" وآخره "مار" .

Sunday, February 1, 2009

سر الحياة




لم أعتد التفكير من قبل في الحياة، بل ولم أتعمق لأتساءل ما هو سر هذه الحياة؟
ولم أسأل نفسي آنفا هل لابد من سر قامت عليه هذه الحياة؟
وهل لابد للحياة في هذه الحياة أن ندرك ما هو هذا السر؟
وان كان بالفعل للحياة من سر، فهل له ما لكل الأسرار من صفة الخفاء؟
ولكن صفة الخفاء لا تتجلي فى الأسرار إلا بعد انكشافها وبزوغ شمسها، وعلى هذا فالناس دوما تعيش على افتراض وجود سر للحياة ، ذلك السر الذي لن يعرفه إلا من تجلت له صفة الخفاء تلك التى لا تتجلي إلا بعد انكشاف هذا السر وبزوغ شمسه...
ولكن .. هل هذا السر قد انكشف حقا بمجرد معرفة الإنسان له ؟ أم أن جلاء صفة الخفاء هى التى آذنت بانكشافه؟

لم تكن لى سوابق فى التفكير فى هذا الأمر وقد يكون السبب فى ذلك هو أنى لم أكن قد عرفت بعد ما هو سر الحياة، والآن بعد أن عرفته لا أدري إن كان سرا أم أن معرفتي به وجلاء صفة الخفاء عنه قد سلبته كونه سرا؟
ولا ادري هل سُلبت كينونته تلك إطلاقا أم فى نظري وحدي؟
وان كانت قد سُلبت لى وحدى، فهل تُسلب فى نظر كل من أبوح له بهذا السر؟
وان بحت به للناس جميعا، فلا يبقي للحياة من سر؟!!!
ولكن .. من أدرانى أن للحياة سرًا وحيد؟
ومن أدرانى أنه فقط ذلك السر الذي تكشفت صفة خفائه لى وحدي؟
وخلصت من كل ذلك أن للحياة سر وحيد، يتلون بانتقاله من إنسان لأخر مشكلا العديد والعديد من الأسرار التي لا يكفي معرفة إنسان وحيد لأحد ألوانها أن تتجلي له صفة الخفاء المطلقة لسر الحياة...

Saturday, January 24, 2009

دور برد 2




- ازيك يا بسمة حمد الله ع السلامة
- الله يسلمك يا حمد ازيك انت
- كل ده دور برد بقي لك اسبوعين مابتحضريش
- اعمل ايه بقي صحتى على قدي
- الف سلامة عليكي .. ده الكلية كانت مضلمة من غيرك
- ربنا يخليك يا احمد ده من ذوقك
- لا بجد مش مجاملة .. الكلية ماكنش ليها طعم من غيرك

قطع


أول ما بتعرف انك بتحب
بتبقي هاتموت وتقول لحبيبك
بتبتدي تاخد بالك من كل تصرفاتك وتصرفاته
بتحاول تقوله بحبك فى كل نظرة وكل كلمة وكل حركة
وبتحاول تقراها فى عينيه وكلامه وحركاته وسكناته
بيوحشك من قبل ما يغيب عنك
وبتشوفه بقلبك قبل ماتشوفه بعنيك
اول ما بتعرف انك بتحب
بتحس انك خايف خوف جميل
خايف علي حبيبك حتى من نفسك
خايف ان الوقت اللى بيجمعكم يخلص
وخايف تعترف له بحبك اللى كل يوم بيكبر
اول ما بتعرف انك بتحب
بتشوف حبيبك فى كل كلمة حب
بتسمع صوته فى كل لحن رقيق
وتدوب لما تسمع أم كلثوم وهى بتقول

هافضل احبك من غير ما اقولك
ايه اللى حيّر افكاري
لحد قلبك ما يوم يدلك
على هوايا المداري
ولما يرحمنى قلبك
ويبان لعيني هواك
وتنادى ع اللى انشغل بك
وروحي تسمع نداك
ارضي اشكي لك من نار حبي
وابقي احيكلك ع اللى فى قلبي
واقولك ع اللى سهرني
واقولك ع اللى بكانى
واقول يا قلبي ليه تخبي
وليه يا نفسي منعانى


Wednesday, January 7, 2009

أمة حافية



بعد تلك الواقعة الشهيرة التي قام فيها الصحفي العراقي منتظر الزيدي بتسديد ضربتي جزاء _ أقصد حذاء _ على مرمي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش، فكرت في أن آوي إلي كتابة تدوينة عن تلك الواقعة، خاصة وأن تسديدتي منتظر رغم أنهما سكنتا مرمي بوش _ الذي كان فشر أمير عبد الحميد يومها _ إلا أنهما لم تحتسبا أهدافًا.

وكان من الطبيعي أن تتحول هذه الواقعة إلي وليمة كبيرة تكون فيها الدعوة عامة لكافة وسائل الإعلام؛ المرئية والمسموعة والمقروءة؛ الورقية منها والالكترونية، ولكن لم يكن من الطبيعي أن تتمخض الأمة كلها لتنجب لنا فأرًا، إي والله فأرًا عندما أعلنت بلسان رجلٍ واحد أنها تضم أحذيتها إلى تلكما الفردتين المباركتين من حذاء الزيدي، وأنها ستحذو حذوه مع كل ظالم متكبر جبار.
وسرعان ما سيقت النخلة إلى الجمل، وانتظر الجميع بعيون تعلوها اللهفة والترقب أن يتحرك الجمل ولو قيد أنملة صوب النخلة، ولكنهم باءوا بخزي عظيم.

وكذلك أنا لم أكن بمنأى عن ذلك الخزي، فمنذ بداية الغارات التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية على غزة مطلع الأسبوع الماضي والمستمرة حتى هذه اللحظة، وأنا في انتظار تلك "الجزمة" التي اجتمعت عليها الأمة ولأول مرة منذ عقود فشلت خلالها في أن تجتمع على كلمة، انتظرت أن تأتى ما أتاه منتظر كما زعمت أنها ستفعل، انتظرت وانتظرت ولكني كنت كمن ينتظر الجمل أن يلج في سم الخياط، فلم أجد سوي هيهات هيهات، ويكأن الأمة التي تمنت مكان الزيدي بالأمس، أصبحت حافيةً اليوم.

وعم الصمت نزولا على أوامر قادتنا وحكامنا حتى يتهيأ لهم نوعًا من الهدوء الذي يقومون على إثره برؤية الوضع بعين الحكمة والتريث لا العجلة والتهور، وبدورها قامت قناة الجزيرة بنقل كافة الأوضاع التي اتخذتها غزة تمهيدا للانقضاض الإسرائيلي على مؤخرتها، وكنتيجة طبيعية لذلك استغاثت غزة في صورة امرأة تصرخ في وجه كاميرات الجزيرة بتلك العبارة التي طالما سمعناها في مثل تلك المناسبات "وينكم يا عرب"،

وبصوت عالي أثار اندهاش كل من حولي، صرخت أنا الأخر في وجه تلك الشاشة الصماء "مافيش عرب يا حاجة، مافيش عرب، انت لسه مش عارفه ان مافيش عرب، انت لسه منتظرة العرب، مافيش عرب يا حاجة، لو كان في عرب كانوا اتحركوا مع أي مذبحة من المذابح الكتير اللي عملتها إسرائيل قبل كده، لو كان في عرب كانوا اتحركوا لما شارون دخل المسجد الأقصى بجزمته وقتل الناس وهما بيصلوا، مافيش عرب يا حاجة، مافيش عرب"




كان دير وسط الجناين
رهبانه فلاحين
في عيونهم حب دايم
وفى القلوب حنين
عايشين ليلهم نهارهم
ما بين عنب وتين
وربنا أمرهم
يكون في الدنيا دين
نزلوا الأغراب عليهم
وباتوا آمنين
وفى الصباح لقوهم
بقلوب متغيرين
بيقلعوا الجناين
وبيزرعوا الأنين
والدير أصبح متاهة
وصحابه مطرودين
وكانوا أصحاب حضارة
وصاروا لاجئين
كان دير وسط الجناين
كان اسمه دير ياسين


القصيدة للشاعر نجيب شهاب الدين