Monday, May 31, 2010

باطنية الورق



كانت حاجة عادية ان حد مألوف يدخل ويقول بنبرة تحذيرية كلمة واحدة كفيلة ببث نشاط أهوج في كل من في المكان، وفي خلال ثواني بتكون بيبان المحل التلاتة اتقفلت بالضبة والمفتاح علي كل اللي جواها من المكن والورق والبني ادمين، وفي الغالب الزباين بيكونو فاهمين ومش مستغربين لان الكلمة اللي قالها الحد المألوف بنبرة تحذيرية هي ... مصنفات.

بين السرايات، أو علي حد تعبير الاستاذ علي صاحب المحل ((بين الخرابات))، منطقة معروفة جدا بحكم قربها من جامعة القاهرة، لكن مش ده السبب الوحيد في شهرتها، السبب الأول والأهم، إنها أكبر وأهم سوق لتجارة الورق في البلد كلها، وتجارة الورق دي معناها كل ما يتعلق بالورق من كتابة وطباعة وترجمة وإعداد رسائل علمية وتدقيق لغوي وصيانة أجهزة كمبيوتر والقيام بأعمال البرمجة والفوتوشوب زي ما بتقول كل لافتات المحلات اللي موجودة في المكان، والغريب فعلا ان المكان ده بيعتمد علي الجامعة (بطلبتها ودكاترتها وسلطاتها وبابا غنوجها) بنسبة ما تزيدش علي 20% بس من مجمل حركة العمل، والنسبة دي في الغالب بتكون المكتبات اللي بتعمل ملازم لكليات حقوق وتجارة وأداب وهندسة وغيرها، والباقي كله شغل شركات ومصالح حكومية وسيناريوهات واسكتشات برامج وكل ما له علاقة بالورق من قريب أو بعيد، كل ده برضه نقلا عن الأستاذ علي صاحب المحل، وهو أكيد أكثر دراية لانه شغال في المكان ده من اكتر من عشرين سنة، من أيام الالات الكاتبة وأجهزة الكمبيوتر اللي نايمة علي بطنها.

المهم.. يوميها الوضع كان مختلف جدا، ع الأقل بالنسبة لي لاني كنت يادوب شغال هناك من يجي كام شهر، كان في العادي لما حد مألوف يقول بنبرة تحذيرية كلمة مصنفات كنا بنقفل لمدة عشر دقايق ولا ربع ساعة بالكتير، بيعدي فيها البوكس بتاع شرطة المصنفات وياخد اللي فيه القسمة، وياخد كمان اللي حظه المنيل خلاه ما يقفلش بيبان محله في الدقيقتين دول، وبس، ونفتح البيبان التلاتة تاني والزباين تاخد شغلها وتمشي عادي جدا، انما يوميها الوضع كان مختلف جدا، يوميها بين السرايات كانت زحمة قوي عن العادي، وخصوصا بالطلبة، ولما بتوع المصنفات جم كان واضح انهم جايين في مهمة معينة مش مجرد بيقلبوا رزقهم، وكانوا حاطين عينهم ع المكتبات اللي بتبيع الملازم للطلبة .. في الأول خدوا شوية أجهزة كمبيوتر علي شاشات من المكتبات دي، وبعدين بدأوا يلموا في الملازم، انا استغربت قوي هما واخدين الورق ده ليه، يعني دي ملازم لطلبة الجامعة ايه اللي يخليهم يشغلوا بالهم كده ويلموا الورق ده كله ويشحنوه ع البوكس، ولما البوكس يتملي يجيبوا بوكس تاني وتالت ويلموا كل الورق المشفر اللي في المنطقة كلها، ولما سألت نفسي بصوت عالي رد عليا واحد واقف جمبي قالي: انهم جايلهم توصية من دكاترة الجامعة لان الطلبة بيشتروا الملازم دي ومابيشتروش كتب الدكاترة، استغربت أكتر من الاجابة دي، وبالرغم من اني ما استبعدتش انها تكون مجرد اشاعة، إلا إني لما دورتها في دماغي لقيتها مقنعة، قوي وخصوصا لما خدت بالي اننا أياميهم كنا علي أعتاب امتحانات نص السنة، وده السبب في زحمة الطلبة في المكان في الايام دي، وبعدين افتكرت حكاية تانية خالص.... في جامعة المنصورة أغلب الدكاترة بيتبعوا نظام غاية في الانحطاط والدناءة، كل سنة او ترم الدكتور بيكون منزل كتاب للمادة، والكتاب ده بيكون معاه شيت عبارة عن ورقة أسئلة أو سعات مجرد ورقة مكتوب عليها الأسم والفرقة كعناوين والمفروض ان الطالب بيملي الخانات دي ببياناته ويقدم الشيت للدكتور، وبكده الدكتور هايقدر يعرف مين اللي اشتري الكتاب ومين اللي ما اشتراش، وبديهي ان اللي ما اشتراش هايتظبط في الامتحان وفي اعمال السنة، أو بمعني تاني، هايشيل الليلة.

وفجأة اللي واقف جمبي، وكأنه كان بيقرأ أفكاري، قالي: هما بيعملوا الحركة دي قبل كل امتحانات، ولما قلت له: بس مش حرام الورق ده كله يضيع كده، مش الغلابة اللي واقفين دول كانوا أولي بيه؟ مش كفاية خسارة اصحاب المكتبات؟، رد عليا وقالي: انت فاكر ان اصحاب المكتبات دول خسرانين حاجة، حتي لو خدوا ورق قد ده ميت مرة هما مش خسرانين. وساعتها افتكرت لما الاستاذ علي صاحب المحل قالي مرة، بعد ما أقسم بكل الغاليين، ان المنطقة دي فيها تجارة بمليارات الجنيهات، وان في ناس فيها بتكسب ملايين في اليوم الواحد.

المهم أنا انتهزت الفرصة دي وطلعت الموبايل وخدت لي كام صورة للذكري، صورة التدوينة دي واحدة منهم والباقي علي صفحة المدونة في الفيس بوك ع اللينك ده.

Monday, May 17, 2010

كي لا تضيع البقية

ما فعله أهالي بلدة كتر مايا لم يكن سوي رد فعل طبيعي علي جريمة بلغت من البشاعة مبلغا أصبغ علي رد الفعل الصفة نفسها، ثم ماذا تراهم فاعلون بقاتل عجوزين وطفلين؟ ما قاموا به من التنكيل بجثة القاتل لم يكن من العقل في شيء، ولكنه أتي بدافع من الغضب المتأجج في النفوس.

هكذا برر البعض تلك الواقعة التي جرت قبل أسبوع ببلدة كتر مايا اللبنانية بأنها كانت تعبيرا عن براكين من الغضب ضاقت بها النفوس والتي لم يكن من بد سوي تفجيرها. ولكنهم لم يسلكوا المسلك نفسه في تبرير فعلتي أنا بأنها هي الأخري كانت بدافع من الغضب وأنها لم تخل من بشاعة خلعتها عليها جريمة أهل البلدة.

بداية يتوجب عليَّ الاعتراف بأخطائي، لقد أخطأت عندما قمت بنقل انفعالي السلبي ولم أقم باحتوائه، وأخطأت عندما تخطيت حدود الأدب وتلفظت بألفاظ، وان كنت لا أخجل من استخدامها، إلا أنني أخطأت حينما ذكرتها بمجال وافقت علي احترام نظامه الأخلاقي، وأخطأت أيضا حينما جمعت الحابل ع النابل وأتيت علي ذكر المقاومة في غير موضعها، وإزاء كل هذا لا أملك من أمر الدفاع عن نفسي سوي أن أعتذر عن كل ما اقترفته من أخطاء.

ويبقي أن أقول اني مازلت علي رأيي، وأنه من الاجحاف تفريغ تلك الواقعة من مضامينها الجلية، ومن الاجحاف أيضا إغفال العلاقة بين كل تلك الحوادث المتتالية. فتلك النغمة التي طال ترديدها، بأننا مازلنا إخوة وبأن الحوادث الفردية لن تعبر عن مكنون الصدور، باتت غير مستساغة بالمرة. من السعودية إلي الجزائر إلي السودان وأخيرا وليس بآخر واقعة كتر مايا بلبنان كلها حلل متباينة لمضمون واحد، ولو كان بإمكاننا إنطاق تلك الوقائع لأخبرتنا بأن الشعوب العربية تشعر - وإن أخطأت - بأن الشعب المصري ينظر إليها بعين الكبر والغرور، وبأن الشعب المصري يشعر - وإن أخطأ - بأن الشعوب العربية تكن له فيضا من مشاعر الحقد والكراهية.

وما يثير الدهشة حقا هو كثرة الوقائع التي تؤكد نفس المعني وتحمل ذات المضمون، ولكنها في الغالب تكون ذات قدرة محدودة علي لفت الانتباه، فالأمر لا يتعلق فقط بالمباريات المؤهلة للكأس العالمية، فدائما ما تشهد مباريات الفرق المصرية بأي من أشقائها العرب أجواءًا ساخنة في كل ميادين الرياضة، وأحيانا ما تنتهي بمشاجرات عنيفة تتخضب علي إثرها ساحات اللعب بالدماء العربية، إلا أنها دائما ما يتم تحجيمها تحت وطأة تلك النغمة البالية لنعود ونذكر أنفسنا بأننا مازلنا إخوة وسنظل إخوة.

واذا كنا حقا إخوة ألا يوجد من بين كل المحترفين في الدوري المصري محترف واحد من بلد عربي، بالطبع يوجد من هم علي شاكلة كريم العراقي ورمزي صالح من محترفي الجلوس علي دكة الاحتياط، ولكن ألا يوجد محترف واحد تهتف باسمه الجماهير المصرية كما تهتف لأخوته من المصريين والأجانب، ألا يلعب الإخوة معا؟؟؟

قد أكون بكلماتي السابقة عدت إلي ما سبق أن وقعت فيه من أخطاء، ولكني أناشد من غفروا لأهل كتر مايا ذلتهم أن يغفروا لي أيضا، فأنا لم أستطع منع مشاعري من التأجج لدي مشاهدة هذا الكم من المجلدات التي حملت الاسم نفسه والتي نأت بحملها أرفف مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عنوانا واحدا حملته كل تلك المجلدات "السوق العربية المشتركة" وجعلت أتساءل كم تكون يا تُري عدد الأفكار التي حملتها كل تلك المجلدات؟ وهل عجزت جميعها عن هزيمة الواقع؟ الواقع.. هل نتكلم بلسان الواقع؟ إذا أنطقنا الواقع سيخبرنا بأن نسبة التجارة البينية العربية من إجمالي التجارة الخارجية العربية تدور حول الرقم 10% بمعني أنه من بين كل مائة وحدة نقدية تنفقها الدول العربية علي تجارتها الخارجية، تنفق منها عشر وحدات فقط في داخل الوطن العربي والباقي خارجه، وتنطبق المؤشرات ذاتها علي الاستثمارات العربية. ولكننا لا نملك إزاء ذلك الواقع سوي أن نشيح بوجوهنا عنه مرددين تلك النغمة البالية مؤكدين علي أخوتنا وصلابة عصبتنا.

ما حدث ببلدة كتر مايا اللبنانية لا يمكن تفريغه من محتواه ولا يمكن فهمه بمنأي عن السياق العام للواقع العربي الحالي، ما حدث هو أن شاب يحمل الاسم محمد مسلم مصري الجنسية تم سحله وصلبه بعد فاضت روحه إلي بارئها وهو وحده الذي يعلم إن كان هذا المذبوح هو القاتل أم القتيل. من غفروا لأهل بلدة كتر مايا فعلتهم بدعوي أننا لو كنا هم لأتينا ما أتوا بلا قلوب وجلة، أتساءل إن كانوا حقا يشعرون بالامان أم أن تلك إحدي وصلات نغمة الأخوة؟ أتساءل إلي متي سنعمد إلي طمس الحقائق وتغييب الواقع؟ أتساءل؛ ألم نفهم بعد أن طوقان كان ساخرًا حينما قال:

أنتم المخلصون للوطنية ... أنتم الحاملون عبء القضية
في يدينا بقية من بلادٍ ... فاستريحوا كي لا تضيع البقية
؟؟؟

Saturday, May 1, 2010

احنا ولاد كلب



اسمه محمد مسلم

سبحان الله

شوف يا أخي الاشارة

اسمه محمد مسلم

محمد مسلم

محمد مسلم

ممكن تكتب اسمه ع الجوجل

او ع الفيس بوك

او ع اليو تيوب

وكل النتايج اللي هاتجيلك هاتكون عن شخص واحد

محمد مسلم

الشاب المصري اللي تم صلبه علي عمود كهربا

بعد ما تم سحله في شوارع بلدة كترمايا

في لبنان

سيبك بقي من كل التحليلات

وكل الاراء

وكل الاطراف

وكل الاديان

وكل البني ادمييييين

وخليك في الكلاب

الكلاب ولاد الكلاب

لمجرد انهم اشتبهوا فيه

عملوا فيه كل ده

بس في الاول وفي الاخر نرجع ونقول احنا برضه اخوة

الحجات الصغيرة دي ما تأثرش فينا

بتحصل في احسن العائلات يعني

طب والنبي نتنيل علي خيبتنا وخيبة اللي خلفونا

لما نبقي اوسخ شعوب الارض

واغبي شعوب الارض

واهون شعوب الارض

وكلاب الدنيا مطلعة ميتين اهالينا

ونعمل في بعض كده

قال ايه اوصر الود وصلات الرحمة واخدة حدها معانا

لدرجة اننا لازم نقتص من اللي يتعدي علينا او علي حد من دمنا

طب والنبي كنت حسو علي دم اللي خلفكم ولموا الشراميط بتوعكم من الفضائيات

ولا بتبقوا مبسوطين قوي لما هيفا تتلف في علم لبنان وترقص رقصة للمقاومة

لمجرد انهم اشتبهوا فيه

لمجرد انهم اشتبهوا فيه

بلد بحالها مافيهاش واحد يقول حرام

بلد بحالها مافيهاش دين يقول حرام

ده حتي ربنا حرم علينا نعمل كده في الكلاب

بس الحمد لله الحمد لله الحمد لله

بلدنا لسه بخير

الخارجية بتاعتنا الحمد لله بعتت جواب للاخوة في لبنان

وزمانه لسه واصل

السكة بقي والمواصلات انتو عارفين

معالي الوزير احمد ابو الغيط متابع الموضوع بنفسه

زي ما تابع حكاية مروة الشربيني

وزي ما تابع حكاية الدكاترة اللي اتجلدوا في السعودية

وربنا يخليهولنا ويخلي لنا كل الرؤساء والزعماء

انما احنا

احنا ولاد كلب

احنا ولاد كلب

احنا ولاد كلب

بس اذا كنا كلاب

ماهو ماحدش يتعمل فيه كده الا اذا كان كلب

واذا كانوا هما كلاب

ماهو ماحدش يعمل كده الا اذا كان حيوان

يبقي معني كده اننا عايشين في الغابة

صح؟

يبقي معني كده ان اللي بيحكمنا هو قانون الغابة

صح؟

يبقي الراجل العجوز عنده حق

لما قال انه من حقه يقتل اي لبناني يشوفه في البلد

زي ما اللبنانيين قتلوا ابنه

بس الأصح من كده

ان انا كمان من حقي اقتل أي لبناني اشوفه في البلد

ماهو كلب

وانا كلب

وكلنا ولاد كلب