كانت حاجة عادية ان حد مألوف يدخل ويقول بنبرة تحذيرية كلمة واحدة كفيلة ببث نشاط أهوج في كل من في المكان، وفي خلال ثواني بتكون بيبان المحل التلاتة اتقفلت بالضبة والمفتاح علي كل اللي جواها من المكن والورق والبني ادمين، وفي الغالب الزباين بيكونو فاهمين ومش مستغربين لان الكلمة اللي قالها الحد المألوف بنبرة تحذيرية هي ... مصنفات.
بين السرايات، أو علي حد تعبير الاستاذ علي صاحب المحل ((بين الخرابات))، منطقة معروفة جدا بحكم قربها من جامعة القاهرة، لكن مش ده السبب الوحيد في شهرتها، السبب الأول والأهم، إنها أكبر وأهم سوق لتجارة الورق في البلد كلها، وتجارة الورق دي معناها كل ما يتعلق بالورق من كتابة وطباعة وترجمة وإعداد رسائل علمية وتدقيق لغوي وصيانة أجهزة كمبيوتر والقيام بأعمال البرمجة والفوتوشوب زي ما بتقول كل لافتات المحلات اللي موجودة في المكان، والغريب فعلا ان المكان ده بيعتمد علي الجامعة (بطلبتها ودكاترتها وسلطاتها وبابا غنوجها) بنسبة ما تزيدش علي 20% بس من مجمل حركة العمل، والنسبة دي في الغالب بتكون المكتبات اللي بتعمل ملازم لكليات حقوق وتجارة وأداب وهندسة وغيرها، والباقي كله شغل شركات ومصالح حكومية وسيناريوهات واسكتشات برامج وكل ما له علاقة بالورق من قريب أو بعيد، كل ده برضه نقلا عن الأستاذ علي صاحب المحل، وهو أكيد أكثر دراية لانه شغال في المكان ده من اكتر من عشرين سنة، من أيام الالات الكاتبة وأجهزة الكمبيوتر اللي نايمة علي بطنها.
المهم.. يوميها الوضع كان مختلف جدا، ع الأقل بالنسبة لي لاني كنت يادوب شغال هناك من يجي كام شهر، كان في العادي لما حد مألوف يقول بنبرة تحذيرية كلمة مصنفات كنا بنقفل لمدة عشر دقايق ولا ربع ساعة بالكتير، بيعدي فيها البوكس بتاع شرطة المصنفات وياخد اللي فيه القسمة، وياخد كمان اللي حظه المنيل خلاه ما يقفلش بيبان محله في الدقيقتين دول، وبس، ونفتح البيبان التلاتة تاني والزباين تاخد شغلها وتمشي عادي جدا، انما يوميها الوضع كان مختلف جدا، يوميها بين السرايات كانت زحمة قوي عن العادي، وخصوصا بالطلبة، ولما بتوع المصنفات جم كان واضح انهم جايين في مهمة معينة مش مجرد بيقلبوا رزقهم، وكانوا حاطين عينهم ع المكتبات اللي بتبيع الملازم للطلبة .. في الأول خدوا شوية أجهزة كمبيوتر علي شاشات من المكتبات دي، وبعدين بدأوا يلموا في الملازم، انا استغربت قوي هما واخدين الورق ده ليه، يعني دي ملازم لطلبة الجامعة ايه اللي يخليهم يشغلوا بالهم كده ويلموا الورق ده كله ويشحنوه ع البوكس، ولما البوكس يتملي يجيبوا بوكس تاني وتالت ويلموا كل الورق المشفر اللي في المنطقة كلها، ولما سألت نفسي بصوت عالي رد عليا واحد واقف جمبي قالي: انهم جايلهم توصية من دكاترة الجامعة لان الطلبة بيشتروا الملازم دي ومابيشتروش كتب الدكاترة، استغربت أكتر من الاجابة دي، وبالرغم من اني ما استبعدتش انها تكون مجرد اشاعة، إلا إني لما دورتها في دماغي لقيتها مقنعة، قوي وخصوصا لما خدت بالي اننا أياميهم كنا علي أعتاب امتحانات نص السنة، وده السبب في زحمة الطلبة في المكان في الايام دي، وبعدين افتكرت حكاية تانية خالص.... في جامعة المنصورة أغلب الدكاترة بيتبعوا نظام غاية في الانحطاط والدناءة، كل سنة او ترم الدكتور بيكون منزل كتاب للمادة، والكتاب ده بيكون معاه شيت عبارة عن ورقة أسئلة أو سعات مجرد ورقة مكتوب عليها الأسم والفرقة كعناوين والمفروض ان الطالب بيملي الخانات دي ببياناته ويقدم الشيت للدكتور، وبكده الدكتور هايقدر يعرف مين اللي اشتري الكتاب ومين اللي ما اشتراش، وبديهي ان اللي ما اشتراش هايتظبط في الامتحان وفي اعمال السنة، أو بمعني تاني، هايشيل الليلة.
وفجأة اللي واقف جمبي، وكأنه كان بيقرأ أفكاري، قالي: هما بيعملوا الحركة دي قبل كل امتحانات، ولما قلت له: بس مش حرام الورق ده كله يضيع كده، مش الغلابة اللي واقفين دول كانوا أولي بيه؟ مش كفاية خسارة اصحاب المكتبات؟، رد عليا وقالي: انت فاكر ان اصحاب المكتبات دول خسرانين حاجة، حتي لو خدوا ورق قد ده ميت مرة هما مش خسرانين. وساعتها افتكرت لما الاستاذ علي صاحب المحل قالي مرة، بعد ما أقسم بكل الغاليين، ان المنطقة دي فيها تجارة بمليارات الجنيهات، وان في ناس فيها بتكسب ملايين في اليوم الواحد.
المهم أنا انتهزت الفرصة دي وطلعت الموبايل وخدت لي كام صورة للذكري، صورة التدوينة دي واحدة منهم والباقي علي صفحة المدونة في الفيس بوك ع اللينك ده.
بين السرايات، أو علي حد تعبير الاستاذ علي صاحب المحل ((بين الخرابات))، منطقة معروفة جدا بحكم قربها من جامعة القاهرة، لكن مش ده السبب الوحيد في شهرتها، السبب الأول والأهم، إنها أكبر وأهم سوق لتجارة الورق في البلد كلها، وتجارة الورق دي معناها كل ما يتعلق بالورق من كتابة وطباعة وترجمة وإعداد رسائل علمية وتدقيق لغوي وصيانة أجهزة كمبيوتر والقيام بأعمال البرمجة والفوتوشوب زي ما بتقول كل لافتات المحلات اللي موجودة في المكان، والغريب فعلا ان المكان ده بيعتمد علي الجامعة (بطلبتها ودكاترتها وسلطاتها وبابا غنوجها) بنسبة ما تزيدش علي 20% بس من مجمل حركة العمل، والنسبة دي في الغالب بتكون المكتبات اللي بتعمل ملازم لكليات حقوق وتجارة وأداب وهندسة وغيرها، والباقي كله شغل شركات ومصالح حكومية وسيناريوهات واسكتشات برامج وكل ما له علاقة بالورق من قريب أو بعيد، كل ده برضه نقلا عن الأستاذ علي صاحب المحل، وهو أكيد أكثر دراية لانه شغال في المكان ده من اكتر من عشرين سنة، من أيام الالات الكاتبة وأجهزة الكمبيوتر اللي نايمة علي بطنها.
المهم.. يوميها الوضع كان مختلف جدا، ع الأقل بالنسبة لي لاني كنت يادوب شغال هناك من يجي كام شهر، كان في العادي لما حد مألوف يقول بنبرة تحذيرية كلمة مصنفات كنا بنقفل لمدة عشر دقايق ولا ربع ساعة بالكتير، بيعدي فيها البوكس بتاع شرطة المصنفات وياخد اللي فيه القسمة، وياخد كمان اللي حظه المنيل خلاه ما يقفلش بيبان محله في الدقيقتين دول، وبس، ونفتح البيبان التلاتة تاني والزباين تاخد شغلها وتمشي عادي جدا، انما يوميها الوضع كان مختلف جدا، يوميها بين السرايات كانت زحمة قوي عن العادي، وخصوصا بالطلبة، ولما بتوع المصنفات جم كان واضح انهم جايين في مهمة معينة مش مجرد بيقلبوا رزقهم، وكانوا حاطين عينهم ع المكتبات اللي بتبيع الملازم للطلبة .. في الأول خدوا شوية أجهزة كمبيوتر علي شاشات من المكتبات دي، وبعدين بدأوا يلموا في الملازم، انا استغربت قوي هما واخدين الورق ده ليه، يعني دي ملازم لطلبة الجامعة ايه اللي يخليهم يشغلوا بالهم كده ويلموا الورق ده كله ويشحنوه ع البوكس، ولما البوكس يتملي يجيبوا بوكس تاني وتالت ويلموا كل الورق المشفر اللي في المنطقة كلها، ولما سألت نفسي بصوت عالي رد عليا واحد واقف جمبي قالي: انهم جايلهم توصية من دكاترة الجامعة لان الطلبة بيشتروا الملازم دي ومابيشتروش كتب الدكاترة، استغربت أكتر من الاجابة دي، وبالرغم من اني ما استبعدتش انها تكون مجرد اشاعة، إلا إني لما دورتها في دماغي لقيتها مقنعة، قوي وخصوصا لما خدت بالي اننا أياميهم كنا علي أعتاب امتحانات نص السنة، وده السبب في زحمة الطلبة في المكان في الايام دي، وبعدين افتكرت حكاية تانية خالص.... في جامعة المنصورة أغلب الدكاترة بيتبعوا نظام غاية في الانحطاط والدناءة، كل سنة او ترم الدكتور بيكون منزل كتاب للمادة، والكتاب ده بيكون معاه شيت عبارة عن ورقة أسئلة أو سعات مجرد ورقة مكتوب عليها الأسم والفرقة كعناوين والمفروض ان الطالب بيملي الخانات دي ببياناته ويقدم الشيت للدكتور، وبكده الدكتور هايقدر يعرف مين اللي اشتري الكتاب ومين اللي ما اشتراش، وبديهي ان اللي ما اشتراش هايتظبط في الامتحان وفي اعمال السنة، أو بمعني تاني، هايشيل الليلة.
وفجأة اللي واقف جمبي، وكأنه كان بيقرأ أفكاري، قالي: هما بيعملوا الحركة دي قبل كل امتحانات، ولما قلت له: بس مش حرام الورق ده كله يضيع كده، مش الغلابة اللي واقفين دول كانوا أولي بيه؟ مش كفاية خسارة اصحاب المكتبات؟، رد عليا وقالي: انت فاكر ان اصحاب المكتبات دول خسرانين حاجة، حتي لو خدوا ورق قد ده ميت مرة هما مش خسرانين. وساعتها افتكرت لما الاستاذ علي صاحب المحل قالي مرة، بعد ما أقسم بكل الغاليين، ان المنطقة دي فيها تجارة بمليارات الجنيهات، وان في ناس فيها بتكسب ملايين في اليوم الواحد.
المهم أنا انتهزت الفرصة دي وطلعت الموبايل وخدت لي كام صورة للذكري، صورة التدوينة دي واحدة منهم والباقي علي صفحة المدونة في الفيس بوك ع اللينك ده.
1 اتكلموووووو:
بعد السلام الى عزيزي سقراط, فانك اعلمتنا عن الباطنية رقم (اثنان)) ولكننا في مصرنا لانملك باطنية المخدرات وباطنية الورق ولكن ماشاء الله عندنا باطنية لقلة الادب وللرشوة والنصب والاحتيال و.....الخ . وكله عائد على سلبيتنا ونومنا في العسل وكل واحد في حاله , والله الميسر . M.A
Post a Comment