Wednesday, June 29, 2011

اخرج م البيبان






اخرج من البيبان الحر الضيقة
الكون صابح جميل
والدنيا مروقة
بترشرش ع الولاد
ع الحلم في الحارات
رشت ع البيبان
ع الزحمة في الميدان
رشت ع البنات
ع الكحل ع الحجات
ع الكحك في الصاجات
وقمصان الشقي
اخرج من البيبان



هكذا قال منير .. وهكذا انتهت تلك الليلة بصبح جميل ودنيا مروقة...
انتهيت من دوام الكفار كما نطلق عليه بالعمل في تمام الحادية عشر من مساء الثامن والعشرين من يونيو، بدي طريق العودة هادئا كعادته في مثل تلك الساعة. شق الميكروباص طريقه بطول الكورنيش إلي أن انتهي إلي شارع القصر العيني، وقبيل الولوج إلي ميدان التحرير فوجئنا بأسراب من الأمن المركزي تقطع الطريق إلي الميدان وتصطف في مشهد ليس بغريب علي الذاكرة.



خوفك مش قدر
وهروبك مش طريق
قلوعك لو ورق
ماتنجيش غريق
طير زي النسور
من النخل للكافور
غوص جوه البحور
وهات اللؤلؤة
اخرج من البيبان


اختلف الناس علي سبب ما جري في ليلة الثامن والعشرين، ولكنهم اتفقوا علي ضرورة الخروج. ذلك المشهد الذي يعيد إلي النفوس احساس بالضيق والنفور هو ما دعي تلك المئات القليلة التي بدأت الاشتباك إلي استنفار الآلاف، وفي دقائق معدودة عاد الميدان إلي سيرته الأولي، عادت الحجارة لتملأ أرض الميدان كما عادت الطلقات النارية والقنابل المسيلة للدموع، عاد المستشفي الميداني، كما عاد الجرحي والدماء، وعادت مع كل ذلك الدعوي للخروج من البيبان الحر الضيقة إلي الصبح الجميل والدنيا المروقة.



كل شيء بيدبل
لوحده في الخريف
عيش سنين شبابك
بقلب مش ضعيف
ده الحلم نار ونور
لو ثار الكون يثور
اضحك وارقص ودور
وافرح باللقا
اخرج من البيبان


بصرف النظر عن الاختلاف حول أسباب ما جري ليلة الثامن والعشرين، وبصرف النظر عن الاختلاف حول ما جري ليلة الثامن والعشرين، ستبقي تلك الليلة في ذاكرة كل من خرجوا من البيبان إلي الميدان، ستبقي مفعمة بروح الحلم بناره ونوره، ستبقي خطوة علي طريق الحرية، وسيبقي الصبح الذي أعقبها جميل، وستغدو الدنيا بعدها مروقة.



بترشرش ع الولاد
ع الحلم في الحارات
رشت ع البيبان
ع الزحمة في الميدان
رشت ع البنات
ع الكحل ع الحجات
ع الكحك في الصاجات
وقمصان الشقي
اخرج من البيبان



محمد عوض

Friday, June 10, 2011

جيل الثورة






في أوائل ديسمبر اللي فات خرجت علينا الحكومة بقرار غريب جدًا من نوعه، فعلي غير عادة قرارتها الحكيمة في التنغيص علي المواطنين، قررت إنها تشيل كل الإعلانات اللي علي أسطح العمارات اللي في وسط البلد، وبدأ تنفيذ القرار بميدان التحرير، وكان قرار غريب فعلا ولحد دلوقتي ماحدش عارف ايه حيثيات القرار ده، المهم ان انا كنت سعيد جدا بيه، مش بس لأن الإعلانات دي من أقذر موروثات الرأسمالية، لكن كمان لأنها كانت مشوهة الميدان ومشوهة البلد كلها، وبشكل خاص كنت في غاية السعادة لما شالوا الإعلان بتاع بيبسي من فوق العمارة اللي فيها كنتاكي، لإن الإعلان ده في وش شارع القصر العيني، وده طريقي كل يوم وانا راجع من الشغل، فكنت ببقي شايف الإعلان من أخر الشارع، وكانت بتستفزني صورة تامر حسني بضحكته السمجة وهو ماسك كانز البيبسي. المهم.. من يومين كده انتبهت لحاجة غريبة جدا، ان القرار ده لو ماكانش اتنفذ كانت صورة تامر حسني ارتبطت بكل الوثائق المصورة عن الثورة والميدان، ودي طبعا كانت هاتبقي كارثة، لكن سبحان الله، ربنا أراد انها تكون ثورة تطهير بجد.

لما قامت الثورة كان صديقي احمد محرم في طنطا، وكنا بنتكلم في التلفون من وقت للتاني، وكان دايما يقفل المكالمة وهو بيقولي: اشوفك في مصر الحرة ان شاء الله، ولما نزل القاهرة بعد كده وروحنا التحرير سوا، قلت له شفت يا عم ادينا اتقابلنا في مصر الحرة، قالي: اه فعلا هو الميدان دلوقتي يعتبر الرقعة الوحيدة الحرة في مصر.

في التدوينة اللي فاتت بتاريخ 24 ديسمبر كنت بسأل هو احنا هايبقي اسمنا جيل ايه، ولو كان تامر حسني هو فعلا نجم الجيل فهل دارسو المستقبل هايقولوا علينا جيل تافه، لكن سبحان الله، مين كان يصدق انهم هايقولوا علينا جيل الثورة.

انا عارف ان تامر حسني لسه موجود، زي ما الاعلانات لسه موجودة في كل وسط البلد ماعدا الميدان، بس يمكن ده لان ميدان التحرير هو فعلا مصر الحرة، دايرة مسيرها توسع وتلم البلد كلها، وتبقي فعلا مصر حرة، من حقنا اننا نحلم بكده، ومن حقنا اننا ندي نفسنا فرصة، وندي لحلمنا فرصة، ومن حقنا اننا نفتخر، بإننا جيل الثورة.