Tuesday, October 9, 2012

الإشارة ليست موجودة أو رديئة




البعض يتحلقون حول عربة تبيع حمص الشام يقف خلفها رجلٌ عجوز. تقترب الصورة أكثر فاكثر حيث العجوز ينظر مبتسمًا تلقاء المشاهدين بينما تظهر علي الشاشة جملة "مصر.. الحلوة". فجأة، تضطرب الصورة وتهتز هزاتٍ متتالية، ثم تظهر رسالة من جهاز الاستقبال، بعد أن تغيب الصورة تماما وتحل محلها خلفية سوداء، مفاداها "عفوًا.. الإشارة ليست موجودة أو رديئة".
محمد عوض

Saturday, May 19, 2012

نظرية نص الكوباية




في نظرية عتيقة في الجامعات المصرية يعرفها كل الطلبة، النظرية دي بتقول انك لو ذاكرت علي اساس انك تجيب امتياز هاتجيب جيد جدا، ولو ذاكرت علي اساس انك تجيب جيد جدا هاتجيب جيد، ولو ذاكرت علي اساس انك تجيب جيد هاتجيب مقبول، ولو ذاكرت علي اساس انك تجيب مقبول هاتشيل مواد، ولو ذاكرت علي اساس انك تشيل مواد هاتعيد السنة.

في كلية اقتصاد وعلوم سياسية لازم تختار تخصصك في سنة تانية ما بين اقتصاد او علوم سياسية او احصاء، ولما دخلت سنة تانية اخترت علوم سياسية، وفي السنة دي كنا بندرس مادة حاسب آلي، وكان المنهج عن موضوع الشبكات، واللي اكتشفت بعد كده من واحد صاحبي في كلية حاسبات ومعلومات في سنة تانية برضه ان المنهج بتاعنا ده هو بيدرسه في سنة رابعة لان دي معلومات متقدمة جدا، المهم انا ماكنتش بفهم حاجة من مادة الحاسب الالي دي، وكنت دايما بسأل ليه طلبة الفرقة التانية في كلية اقتصاد وعلوم سياسية قسم العلوم السياسية بيدرسوا منهج حاسب آلي؟؟ واحد صاحبي قالي حكمة، قالي يبني طالما في ناس بتمتحن المادة دي وبتجيب فيها تقدير يبقي عمرها ما هاتتلغي، وفعلا في ناس كتير جابوا تقدير في المادة دي وانا شيلتها.

من النظريات المشهورة جدا برضه نظرية الكوباية، يقولك بص علي نص الكوباية المليان مش الفاضي، ونظرية الكوباية دي ليها علاقة وطيدة بموضوع مادة الحاسب الالي، لما كنت بكلم حد عن موضوع المادة ده كان يقولي "يا عم اعمل اللي عليك واسعي واجتهد وربنا هايكرمك، وربنا مابيضعيش مجهود حد" ونعم بالله انا مؤمن بالكلام ده بس ده ايه علاقته بإني أدرس مادة مالهاش أي علاقة بتخصصي، فيرد عليا ويقولي "اهو انت عامل زي الناس اللي بيبصوا علي نص الكوباية الفاضي، ياعم ما تبص علي النص المليان، انت خسران ايه، بالعكس انت بتتعلم حاجة جديدة وممكن تفيدك بعد كده" المهم اصحابنا اللي كانوا بيجيبوا تقدير في المادة هما اللي كانوا بيبصوا علي نص الكوباية المليان، ومش هاتفرق حتي لو مش مستوعبين المادة او مش فاهمينها، المهم انهم يتأقلموا مع مذاكرتها بأي شكل حتي لو هايحفظوها من غير مايفهموا علشان ما تأثرش علي تقديرهم العام، المشكلة ان نجاحهم في المادة كان بيبقي السبب في ان ناس تانيين يشيلوها، لان بناء علي نظرية صاحبي المادة مش هاتتلغي طول ما في ناس بتنجح فيها، يعني لو هما كانوا اعترضوا علي المادة ومادخلوش الامتحان كانت المادة اتلغت، وماكانش هايبقي ليها أي تأثير علي أي حد ولا الناس اللي حفظوها ولا الناس اللي شالوها.

المشكلة الكبيرة ان الناس اللي بيبصوا لنص الكوباية المليان بيعتبروا ان ده سعي واجتهاد منهم، وان حتي لو فضل في الكوباية نص فاضي فهما مقتنعين ان ربنا هايعوضهم عن تعبهم ده، ومايعرفوش ان حقهم في الكوباية كلها مش نصها، وفي المقابل الناس اللي بترفض تاخد الكوباية ناقصة وبتطالب بحقها في الكوباية كلها بينتهي بيهم الحال انهم ما ياخدوش اي حاجة لمجرد ان في ناس وافقوا علي نص الكوباية، بالظبط زي سواق الميكروباص لما يقرر يزود الاجرة، في ناس بتعترض وترفض انها تدفع شلن واحد زيادة، لكن لو واحد من الاربعتاشر راكب اللي في الميكروباص دفع الاجرة الزيادة في الحالة دي بيضيع حق باقي الركاب، والراكب المعترض ساعتها بيكون قدامه اختيار من اتنين يا إما يوافق علي زيادة الاجرة يا إما ينزل من العربية.

النظرية دي بتنطبق تماما علي اللي حصل من اول الثورة لحد النهاردة، الكام الف اللي نزلوا التحرير هما اللي كانوا رافضين نص الكوباية، وهما اللي رفضوا زيادة الاجرة، والملايين اللي كانوا في البيوت كانوا مقتنعين تماما ان الناس اللي في التحرير معاهم حق وان السواق غلطان ومش من حقه يزود الاجرة، وان الكوباية فعلا نصها فاضي، بس هما كانوا بيرضوا بقليلهم، ويوافقوا علي نص الكوباية، وزيادة الاجرة، علشان مش عاوزين مشاكل، ومؤمنين ان ربنا هايعوضهم، ولما حصل والناس اللي في التحرير صمموا علي موقفهم وحققوا اول مكسب ليهم بخلع راس النظام، الناس اللي في البيوت فرحوا جدا ونزلوا يحتفلوا، بقي عندهم تلتين الكوباية بدل نصها، وكفاية علي كده بقي ونحمد ربنا ونبوس ايدينا وش وضهر، ونهدي بقي علشان نبني الأمجاد، وعلشان الاستقرار وعجلة الانتاج والبورصة. ولما الناس اللي في التحرير قالوا لا نفضل في التحرير لحد ما ناخد باقي الكوباية، الناس اللي في البيوت هما اللي وقفوا في وشهم وطالبوهم بالرجوع، واتهموهم انهم بيعترضوا لمجرد الاعتراض، وانهم معقدين وبيبصوا لنص الكوباية الفاضي وبس، وبناء علي نظرية مادة الحاسب الالي، طول ما في ناس موافقين علي تلتين الكوباية يبقي كل المعترضين لازم يشيلوا المادة، وهما اللي يسقطوا مش النظام.

لو كنا سمعنا كلام الناس اللي في التحرير وطالبنا باسقاط النظام بالكامل مش راسه بس، كان زمان شفيق في السجن دلوقتي، وعمرو موسي ماكانش هايجرأ يترشح، وماكانش حد اتقتل في ماسبيرو ولا محمد محمود ولا مجلس الوزرا ولا بور سعيد ولا العباسية، وبنفس المنطق بتاع نظرية اللي يذاكر علشان يجيب امتياز يجيب جيد جدا، لو احنا طالبنا بكل حقوقنا هاناخد جزء منها، ولو احنا طالبنا بجزء من حقوقنا مش هاناخد اي حاجة.

محمد عوض

Thursday, April 19, 2012

الغشـــيم




كنت رايح أصلي العشا ووصلت متأخر بعد ما الصلاة خلصت،، فاتجهت لاخر صف في المسجد علشان أصلي ورا حد من المصلين المتأخرين، وانتبهت علي صوت الإمام بيتكلم في الميكرفون وبيقول "الأستاذ فلان الفلاني ليه سؤال نسمعه،، اتفضل يا فندم" وقال الاستاذ فلان السؤال بتاعه ولاني كنت في اخر المسجد فمسمعتش. ولما انتهي من السؤال بدأ إمام المسجد يعيد السؤال تاني في الميكرفون اللي كان صوته عالي قوي وقال "الاستاذ فلان سأل سؤال مهم جدا، هو كان بيقول لو ممكن نخلي درس الدين بعد ما الناس المتأخرين يخلصوا صلاة علشان ماينشغلوش بصوت الميكرفون العالي عن الصلاة،، واحنا بنقول ان ده كلام طيب، بس خلينا نسمع رد أهل العلم في المسألة دي" وبعدين استفاض إمام المسجد في شرح رأي أهل العلم واللي مضمونه ان الدرس أولي من الصلاة وان احنا لو استنينا كل الناس المتأخرين يبقي مش هايكون في درس خالص مع الاحترام لكل المتأخرين طبعا.


ولما بدأ الإمام يسرد في أقوال أهل العلم انا كنت اتخذت مكاني خلف أحد المصلين وبدأت الصلاة، وهو كان مكمل كلامه في الميكرفون اللي صوته عالي، المهم الشيخ اتخذ مسار تاني خالص في الموضوع وقال "وخلونا ناخد بالديمقراطية، احنا الحمد لله بدأنا نطبق الديمقراطية من بعد الثورة فخلونا نعمل استفتاء بسيط كده بينا وبين بعضنا، مين هنا اللي موافق ان درس العلم يبقي بعد الصلاة مباشرة؟؟" وفي اللحظة اللي سأل فيها الشيخ السؤال كنت انا بقوم من الركوع وبشكل عفوي تماما بصيت علي المسجد قدامي، وحاولت اني اعد الايادي المرفوعة لكن الشيخ ما أمهلنيش لقيته بيقول "أغلبية الحمد لله" بنفس طريقة فتحي سرور "الموافق علي الدرس بعد الصلاة يتفضل برفع يده موافقة" مافيش اي مساحة زمنية ما بين السؤال والنتيجة تسمح بتقدير عدد الايادي المرفوعة واللي كان باين من مكاني في أخر المسجد انه عدد قليل جدا.


انا توقعت اني لما هاكتب الحكاية دي في تدوينة هالاقي واحد يرد عليا ويقولي "هو حضرتك كنت بتصلي ولا بتتفرج؟" وانا بصراحة حابب اجاوب علي السؤال ده مقدما، لان هو ده بالظبط اللي كان بيتكلم عنه الاستاذ فلان الفلاني، ان الدرس هايشوش علي الناس اللي بتصلي، وهو ده اللي حصل بالظبط معايا وفي الغالب مع كل المصلين، انا خرجت من تركيزي في الصلاة تماما ومابقيتش سامع غير صوت إمام المسجد في الميكرفون اللي صوته عالي.


في حلقة من حلقات برنامج "حبة عسيلي" أحمد العسيلي كان مستضيف واحد عادي جدا من الشارع وبيتكلم معاه،، الراجل اللي كان مستضيفه حكي حكاية عمري ما هنساها طول حياتي،، قال: "في مرة بنتي الصغيرة جت سألتني يعني ايه مسيحي؟ فقلت لها انت سمعتي الكلمة دي فين؟ قالت لي في الحضانة الميس بتاعتنا قالت لي ما تعلبيش مع شادي علشان ده مسيحي" الراجل بيعلق بيقول "انا اندهشت من تصرف المدرسة دي والتفت للبنت لقيتها بتكرر نفس السؤال: يعني ايه مسيحي؟ فقلت لها مش احنا بنعبد ربنا؟ قالت لي اه،، قلت لها وانا بصلي وماما بتصلي؟؟ قالت لي اه،، قلت لها بس ماما لما بتصلي بتلبس اسدال وانا لا، مش كده؟؟ قالت لي اه،، قلت لها اهما المسيحين دول ناس بيعبدوا ربنا بس بطريقة تانية غير اللي احنا بنعبد بيها"


الحكاية دي انا عمري ما هانساها وعمري ماهنسي الراجل ده أبدا،، والمشكلة اني بحاول أقارن بينه وبين إمام المسجد، الاتنين في مكان المعلم أو المربي، بس فرق كبير جدا ما بين الحفظ والفهم، الشيخ كان حافظ رأي علماء الدين مش فاهمه، ماحاولش يشغل دماغه ويفكر ان مافيش تناقض ما بين الناس اللي عايزة تحضر درس علم والناس اللي عايزة تصلي، ماجربش يفكر ان المساجد اللي كان فيها دروس العلم زمان كان مساحتها كبيرة وتسمح ان الدرس يبقي في ركن من الاركان بيستند فيه الشيخ لعامود من أعمدة المسجد بعيد عن المصلين المتأخرين، وانه ماكانش بيتكلم في ميكرفون صوته عالي جدا بالشكل ده، فبالتالي كان اللي بيجي متأخر بيقدر يصلي من غير ما يتأثر بصوت الشيخ،، انا بحاول اتخيل لو إمام المسجد هو اللي كان في موقف الأب ده، كان هايقول لبنته ايه؟؟؟


الإمام أبو حنيفة جاله راجل في مرة بيجري وبيقوله: "يا إمام أحدهم حفظ البخاري" فبص له أبو حنيفة في نظرة خالية من أي اندهاش وقاله بمنتهي البساطة: "إذن فقد زاد البخاري نسخة" يعني احنا ماستفدناش حاجة بدل ما كان عندنا ألف نسخة من البخاري دلوقتي بقوا ألف وواحد. أخطر عيب في أسلوب الحفظ هو انه بيفترض ان مافيش أسئلة بره المنهج لاننا حافظين المنهج، وبالتالي بيقضي علي أي قدرة لعقل الانسان علي التفكير، فلما يحصل مثلا ان شيوخ السلفية يحرموا الديمقراطية وبعدين فجأة يحللوها ده ما يدفعش أتباعهم انهم يتساءلوا عن السبب، غاية ما هناك ان المنهج اتغير، خلاص يبقي هانحفظ المنهج الجديد.


في مرة كنت راكب ميكروباص وجمبي شاب ملتحي ودار بينا حوار عن الديمقراطية فقال لي بمنتهي الحزم والقطع "الديمقراطية دي أصلا حرام شرعا لانها بتخالف قاعدة فقهية أصيلة" فسألته بسرعة جدا ايه هي القاعدة دي؟؟ قالي "هي الديمقراطية دي مش حكم الشعب للشعب؟" قلتله ايوة، قالي "وربنا بيقول في كتابه الكريم اييييه؟،، إن الحكم إلا لله" ....... الصدمة عقدت لساني وسكت تماما وماردتش عليه، ساعتها افتكرت الجملة اللي كان بيقولها عمرو واكد في فيلم إبراهيم الأبيض، كان بيقول "إبراهيم ما يخافش غير م الغشيم،، لأن الغشيم يا يقتلك،، يا يزنقك تقتله"


Wednesday, April 11, 2012

Dead Poets Society


Every time I watch a movie I wonder; how much it is related to our real life, and when I watched "Dead Poets Society" I thought "Oh my god, it's all about real life". The movie tells the story of a bunch of students in high school; their school called "Walton School" one of the most traditional schools in USA in the latest fifties. Each one of these students has a good idea about his future, or at least about what he was being prepared for according to his parents, not according to him, or to what he was capable of, and on the sight of this idea Walton School prepared students not do what they want, or what they're capable of, but to be just like their parents vision of their future.


For years, Walton School's students had to answer a question in the beginning of every year as one of the school's basic traditions. They were asked what the three major principles of Walton School are, and they have to answer by tradition, discipline and honor, the same question and the same answer every time. But only this year something happened made these bunch of students realize that there are so many right answers for the same question they have been asked for years, and this thing was the new English teacher Mr.Keating, the role performed by Robin Williams.


At the very first class, Mr.Keating told his students that they might call him Mr.Keating, or if they feel daring they can call him "O Captain My Captian" which is a quote from a poem written by American poet Walt Whitman, and with this unusual deal between a Walton's teacher and his students, Mr.Keating taught his students that they can dare him, or even dare traditions. And so, students realized for the first time that besides tradition, discipline and honor, there are so many other principles life could be built on.


Nil was one of these students, fascinated by Mr.Keating, whose father wanted him to become a doctor, while he loved acting and wanted to become an actor. Nil was approved for the leading role in some play, and knowing that his father wouldn't agree, Nil never told him about it. However his father knew and decided to punish him by leaving Walton and joining some military school. So, after his father went to bed, Nil griped his father's gun and shot himself.


Despite the dramatic end of the movie, I think it's so related to our real life, as the movie is dealing with a very important issue which we call "Generations Conflict" especially among teenagers, because at this age we start to figure out how to deal with our life, and how to make it on our own, trying to figure out what we really like, and what we dislike, and may be because we are practicing for the very first time the act of free well.


After Nil's dramatically incident, Mr.Keating was dismissed for his unusual methods of teaching that made students disobey their parents and led to Nil killing himself, and that's when students felt daring and showed their support to Mr.Keating in defiance to the headmaster by standing over their disks and calling "O Captain My Captian".


Muhammad Awad


Friday, March 30, 2012

أحلام مراوغة




كنت أتقدم في مشية بطيئة متئدة بذلك الشارع الغريب، أشعر بألم شديد ودوار يلف رأسي، عرجت علي مكان أجهله أيضا، دفعت بابًا زجاجيا ودلفت إلي الداخل، توقفت برهة بالمدخل أتطلع إلي المكان في محاولة لاستجداء كل تلافيف عقلي وبخاصة تلك المسئولة عن مكامن الذاكرة أن تسعفني بجواب لسؤالي.. أين أنا؟


بدا المكان، الذي اتضح لي فيما بعد أنه مجرد مقهي علي الطراز الغربي، مألوفا إلي حد كبير، وبينما أنا منهمك في اعتصار ذاكرتي إذا بي أتعرف علي أحد الموجودين بالمكان، ولا أدري لماذ ترتبط صورته في ذهني باسم ماثيو .....

"سحقا، انه ماثيو بري أحد أبطال المسلسل الأمريكي friends"


هكذا وجدت الكلمات تنطلق من لساني وكأني أقرأها علي شريط الترجمة بإحدي حلقات المسلسل، وعندها أدركت أن الأمر ليس أكثر من مجرد حلم، وتيقنت أنني أغط في نوم عميق.

ارتسمت علي صفحة وجهي ابتسامة طفولية، وتراءت لي الفكرة ماكرة، ما دمت قد انتبهت إلي أنني أحلم لماذا لا أعبث قليلا بعقلي الباطن وأتابع هذا الحلم كما يروق لي؟؟؟

اتسعت الابتسامة أكثر فأكثر بينما الافكار تدور برأسي، لأستحضرها.. نعم فلأستحضرها وأخبرها بكل ما عجز لساني عن النطق به في الواقع، ولكن كيف لي أن أستحضرها، لا يرتبط وجودي معها سوي بمكان واحد هو العمل، ولكن كيف لي الخروج من هذا المكان والذهاب إلي الـ..... انتبهت فجأة فإذا بالمكان من حولي يتبدل ويستجيب، أصبحت فعلا بالعمل، ولكن ما هذا؟ أين ذهب الجميع، المكان يبدو خاويا تماما، إننا نعمل علي مدار اليوم، ولا يوجد توقيت محدد ينقطع فيه الناس عن التواجد.


ذرعت المكان يمنةً ويسرة ولكني لم أجد أحدًا، بدا المكان شديد الوحشة وكأنما يستمد حياته من وجود العاملين به، وفجأة أدركت أنني في الطابق الرابع، وأنه قد تم نقلها للعمل في الطابق الثامن. هرولت إلي حيث المصاعد ولكني لم أجد أيا منها بمكانه، دفعت الباب المفضي إلي السلم، وتابعت الصعود إلي الطابق الثامن تملؤني المخاوف أن يكون هو الأخر خاليا كنظيره في الاسفل، ولا أجدها هناك، ولكني عندما دفعت الباب قاصدا الدخول، واجهتني ريح شديدة البرودة تراجعت علي إثرها خطوات إلي الخلف أخطأت فيها قدماي موضعهما وأصبحت علي مشارف السقوط بعد أن اختل توازني، وحينها بدأ المكان كله في التداعي.


أدركت بعد أن أفقت من نومي مفزوعا أنني كنت قد ألقيت بكل الأغطية من علي السرير أثناء اندفاعي في صعود تلك الدرجات الوهمية، وبينما كنت أحاول العودة إلي النوم بعد أن التقطت الأغطية وأحكمت التدثر بها، داهمني شعور طاغٍ بالاشتياق إليها.


محمد عوض

Tuesday, February 21, 2012

القرصان والإمبراطور




لم تكن إلا دقائق معدودة عقبت الإعلان عن خبر وفاة الكاتب المصري الكبير إبراهيم أصلان حتي انتشرت مراسم العزاء الافتراضية علي موقعي تويتر وفيس بوك اننشار النار في الهشيم، وأصبح الكل يدلي بدلوه ويتحدث بمشاعر فائضة واصفًا مدي النائبة التي حلت بالمجتمع بالنظر لمكانة الفقيد. وبعد أن فرغ الأستاذ بلال فضل من تقديم العزاء الافتراضي من خلال حسابه الخاص علي موقع تويتر عكف علي توجيه خطابٍ هام إلي المجتمع.. الافتراضي أيضا. تحدث الأستاذ بلال فضل عن حقوق الملكية الفكرية وعن مدي الجرم الذي نرتكبه إزاء الفقيد وأسرته في النيل من حقهم في عوائد مؤلفات الكاتب الكبير عندما نقوم بتحميل نسخة إليكترونية من إحدي مؤلفاته بدلا من أن نتكلف عناء النزول إلي أقرب مكتبة لشراء نسخة واقعية.


علي الصعيد الأخر من العالم تقدم السيناتور لامار سميث من الحزب الجمهوري الأمريكي بمشروع قانون إلي مجلس النواب الأمريكي في أكتوبر الماضي أطلق عليه "SOPA" اختصارا لجملة (Stop Online Piracy Act) مطالبا بفرض حقوق التأليف والنشر علي المواد الإليكترونية المتداولة عبر الانترنت ويقترح إغلاق أي مواقع إليكترونية إذا ثبت أنها تؤدي أو تساعد في انتشار القرصنة عبر الانترنت. جريدة أخبار الأدب المصرية نشرت هذا الخبر في عددها الصادر بتاريخ 29 يناير 2012 وجاء في ثنايا الخبر أن "القانون أثار فئات عديدة في المجتمع الأمريكي وخرجت مظاهرات مناهضة له أمام البيت الأبيض تطالب بعدم طرحه علي الكونجرس لأنه يهدد الانترنت وحرية التعبير"


وعَوْدٌ علي بدء، اعتبر الاستاذ بلال فضل أن مجرد القيام بتحميل نسخة افتراضية من كتاب ما دون اقتنائها بالطرق الواقعية أي دون دفع مقابل، هو في حد ذاته اعتداء علي حقوق الكاتب الفكرية والمادية. ولكن قد يبدو للأمر تفسيرا آخر، يمكننا أن ننعته بالثورية إذا شئنا، يتمثل في خروج تلك المظاهرات المناهضة لذلك القانون الذي يدعم نفس وجهة النظر، ولكن فلننظر للأمر نظرة محلية أكثر منها عالمية، فلننظر مثلا إلي ثورتنا المصرية التي كانت مجرد نضفة افتراضية في رحم الانترنت اعتراضا علي رحم واقعي لا يلد لنا إلا الجوع والقمع والظلم، فلنتحر أكثر عن الأسباب التي قد تدفع قارئًا أو غير قارئ إلي اقتناء نسخة افتراضية من كتاب ما بدلا من اقتناء نسخة واقعية، ولنستخدم نفس المثال السابق، الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم أصلان. بالرجوع للمشتغلين في تجارة الكتب سيتبين لنا أن الطبعات القديمة من مؤلفات الكاتب الكبير التي نشرت من خلال دار الهلال، أو دار المعارف أو الهيئة العامة للكتاب لم تعد متاحة إلا لدي جزاري سور الأزبكية الذين يبيعون الكتب بأسعارٍ سياحية، حيث هناك تسعيرة لكل كاتب بصرف النظر عن السعر المطبوع علي خلفية الكتاب، وهم إذ يقدمون علي سلوك الجزارين يدركون تمام الإدراك أن ما دفعك إليهم لسيت سوي المذابح الكبيرة التي تمتلكها الشركات الرأسمالية كدار الشروق مثلا التي تمتلك حقوق النشر لكل مؤلفات الكاتب الكبير إبراهيم أصلان، والأستاذ بلال فضل، وغيرهما، والتي تمكنها سياستها الاحتكارية وحوزتها لحقوق النشر لأغلب وأهم الكتاب المصريين المعاصرين منهم والراحلين، من طرح أسعار خيالية لا تتناسب إطلاق ورداءة نوع الورق المستخدم في الطباعة. كما أن التسعيرة قد تختلف من طبعة إلي أخري فبعض الكتب يزيد فيها سعر الطبعة الرابعة عن الطبعة الأولي بأكثر من 25% من السعر ولا يفصل بين الطبعتين سوي شهور معدودة، حيث أن ذلك يعني زيادة الطلب علي هذا الكتاب مما يتطلب بالضرورة زيادة في السعر. وهذا ما قد يذكرنا بسياسات مماثلة أدت إلي اندلاع ثورات الربيع العربي. وبالقياس علي هذا المثال يتبين لنا أن الإقدام علي قرصنة الكتب أو تحميل النسخ الإلكترونية منها دون الواقعية قد يعتبر علي مستوي من المستويات عمل ثوري لانه يتضمن مطلبين من ثلاثة مطالب نادت بها تلك الثورات "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".


في عددها الصادر بتاريخ 19 فبراير 2012 نشرت أخبار الأدب خبرًا يفضي بأن الكاتب الكبير باولو كويليو يدعم قرصنة الكتب، حيث دعا قراصنة الانترنت في العالم بأن يتحدوا وأن يقوموا بنسخ كل شيء كتبه وتحميله مجانا علي الانترنت، كما انضم إلي موقع خليج القراصنة مؤكدا لصناعة الإعلام "أن الطمع لا يؤدي إلي شيء". كما انتقد القانون الأمريكي الخاص بوقف عملية القرصنة علي الانترنت، قائلا بأن "هذا القانون من شأنه التأثير ليس علي الحرية في أمريكا ولكن علي العالم كله". يري كويليو أن عملية قرصنة الكتب تساعد في انتشارها، فمنذ عام 1999 عندما تم قرصنة روايته "الخيميائي" جعلها تبيع أكثر من 12 مليون نسخة حتي الآن، ويصرح الروائي البرازيلي "أن هدف كل المؤلفين أن يُـقرأ لهم، سواء جري ذلك في صحيفة أو مدونة أو كتاب أو حتي جدار، وكلما سمعنا أغنية علي الراديو كلما زاد احتمال إقبالنا علي شرائها وكذلك الحال مع الأدب". وقع باولو رسالته علي موقع خليج القراصنة "مع حبي، القرصان كويليو"


تحكي إحدي كتب التاريخ أنه علي عهد الإسكندر الأكبر ألقي القبض علي أحد القراصنة، وتمت محاكمته بتهمة القرصنة، ولكنه رفض توجيه مثل هذه التهمة له، وعندما سأله القاضي عن السبب أجاب "بأن الإسكندر الأكبر هو الأخر يأتي نفس الفعل إلا أنهم يطلقون عليه اسما آخر، فإذا أقدم علي هذا الفعل شخص ما بسفينه واحدة يطلق عليه قرصانًا، أما إن قام به الإسكندر بأسطولٍ كامل يطلق عليه إمبراطورا"


محمد عوض


Sunday, January 8, 2012

ديمقراطية الجهل





يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابة (هذا هو الإسلام):

"اللغة التي يتكلمها الناس تتكون من ألفاظ مفردة لها معان محددة قصاري ما يؤديه اللفظ المفرد حين ينطق به أن يدل العقل علي معناه فقط وعلي معناه بدون نسبة مسندة إليه، فكلمة الأرض حين تنطق يأتي مدلولها بما نعرفه لها بدون نسبة تتعلق به، وكلمة كرة لها أيضا معني في اللغة حين ينطق بهذا اللفظ يؤدي مدلوله بدون نسبة، فإذا قلنا: الأرض كروية وجدت نسبة، ومعني نسبة أننا حكمنا علي شيء بشيء، والنسب هي التي تتحكم في ذلك الوجود كله، فالألفاظ بمفرداتها لا تتحكم في هذه الحياة إلا بمقدار ما تنضم لأختها فتوجد محكوما عليه ومحكوما به، وحين يوجد المحكوم عليه والمحكوم به توجد النسبة"


خلونا نعيد قراءة الكلام ده مرة تانية ونعمل منه إسقاط علي جانب من حياتنا الايام دي، الشيخ الشعراوي بيقول ان في حاجة اسمها النسبة هي اللي بتتحكم في حقائق الوجود، والنسبة دي هي حكمنا علي شيء بشيء، وضرب مثال بكده وقال اننا لما بنقول "الأرض كروية" ده في حد ذاته نسبة، لأننا حكمنا علي شيء اللي هو الأرض، بشيء تاني اللي هو الكرة أو صفة الكروية. بيقول كمان ان النسب دي ما بتخرجش عن الامور الستة دي: أمر متوهم، أمر مظنون، أمر مشكوك فيه، أمر مبني علي التقليد، أمر مبني علي الجهل، وأخيرا أمر مبني علي اليقين، وبما إن اليقين هو مدلول كلمة علم، يبقي النسبة اللي تخرج عن أمر يقيني اسمها نسبة علمية.


"إذا فالقضية الأساسية في الوجود هي أن يُحكم الإنسان، أي تُحكم حركته بنسبة يقينية لا تقليد فيها للغير ولا جهل فيها ولا شك ولا ظن ولا وهم، ولنوضح المسألة أكثر من ذلك نقول حينما تكلم العلماء عن العلم قالوا: ماهو العلم؟ العلم هو أن يظفر الفكر بنسبة مجزوما بها، والجزم بها لا يكفي لأن الجاهل قد يجزم بقضية جهلية، ولكن الجزم لابد أن يترتب علي أنها واقع أيضا، ولا يكفي في النسبة أن تكون مجزوما بها ولا أن تكون واقعة، وإنما تتطلب شيئا آخر هو أن يقام عليها الدليل .. إذا فلا تصل نسبة ما إلي أن تكون نسبة يقينية إلا إذا استوفت هذه الأشياء: مجزوم بها، وواقعة، وعليها دليل، فإن كانت النسبة مجزوم بها وواقعة إلا أن الجازم بها لا يستطيع أن يدلل عليها، نقول له انتقلت من مرتبة العلم اليقيني إلي التقليد، فالولد يقول: الله أحد، يقلد أباه، ولكنه لا يستطيع أن يدلل علي ذلك- نقول: الولد جزم بها وهي واقعة فواقع الأمر أن الله أحد، لكنك إذا قلت للولد وما دليلك لا يستطيع، إذا فالولد يعيش الان هذه الفكرة في مرتبة التقليد لمن يثق في إخلاصهم له فإذا ما كبر واستطاع أن يدلل انتقلت المسألة من التقليد إلي اليقين حينئذ تصير علما، فالعلم إذا يتطلب هذه العناصر."


الشيخ الشعراوي قال ان تعريف العلماء للعلم هو نسبة مجزوم بها تترتب علي أمر واقع ويستطيع الجازم بها التدليل عليها، وقال ان الشروط التلاتة دول لابد من توافرهم علشان نحكم علي النسبة دي بإنها علمية أو يقينية، ووضح بمثال ان الشرط التالت لو غاب عن النسبة دي تتحول إلي تقليد،، بس الاهم ان مرحلة التقليد دي مرحلة مؤقتة في حياة الانسان،، لما بيكون عقله مازال عاجز علي التدليل،، ففي الحالة دي بيلجأ للي يثق في إخلاصهم وحكمهم علي الأمور، خلونا نكمل اخر فقرة من كلام الشيخ الشعراوي وبعدين هاقولكم ازاي هانعمل إسقاط من الكلام ده علي الواقع بتاعنا.


"وإذا كانت النسبة مجزوما بها ولكنها ليست واقعة، أي جاء التخلف في الركن الثاني وهو أنه مجزوم بها عنده ولكنها ليست واقعة، نقول له ذلك هو الجهل. إذا فالجهل جزمٌ بنسبة غير واقعة، إياكم أن تظنوا الجهل هو ألا تعلم، ألا تعلم تلك أمية، والأمية ما أيسرها، لأنها ذهن خال تستطيع أن تضع فيه ما تشاء، ولكن الجهل ذهن مشغولٌ بقضية يجزم بها وهي ليست واقعة. وآفة الدنيا كلها ليست من الأمية وإنما هي من الجهل الذي يجزم بقضايا علي أنها حقائق وهي باطلة وليست حقائق، فمجادله يحتاج أول الأمر إلي أن يخرج من ذهنه النسبة المجزوم بها عنده وهي ليست واقعة، وبعد ذلك يدخل فيه النسبة الواقعة."


الشيخ الشعراوي بيقول بعد كده ان التخلف لو كان في الشرط التاني، وهو ان النسبة تكون غير واقعة يعني غير متحققة، في الحالة دي بيكون اسمه جهل، يعني انت بتقول نسبة معينة انت بتجزم بيها وتقدر كمان تدلل عليها لكن هي مش حقيقية، وبيقول كمان الشيخ الشعراوي ان في فرق ما بين الجهل والأمية، الأمي ده شخص ذهنه فارغ مافيهوش اي نسب بالمرة، او فيه نسب بدائية بسيطة، انما الجاهل ده ذهنه مشغول بقضايا غير واقعة، وان الأمي ده أمره سهل انت مجتاج تعلمه بس،، يعني تحط في ذهنه النسب اليقينية أو العلمية، انما الجاهل ده متعب شوية لانك بتحتاج الاول تقنعه ان القضية اللي في ذهنه دي غير واقعة علشان تطلعها من ذهنه، وبعد كده تحط له النسبة اليقينية او العلمية،، كده كلام الشيخ الشعراوي خلص،، خلونا بقي نختبر الكلام ده علي واقعنا.


كل وسائل الاعلام صدعتنا طول الايام اللي فاتت _ومازالت_ بالطفرة الفظيعة غير المسبوقة اللي حصلت في مصر واللي كل العالم بيتكلم عنها كآية من آيات الديمقراطية ألا وهي الانتخابات البرلمانية التي شهدت نسبة مشاركة غير مسبوقة من أيام الفراعنة علي حد تعبير أحد مقدمي البرامج المعتوهين "بدون ذكر اسامي لميس الحديدي" .. صدعونا فعلا بالحكاية دي، زي مانكون أول دولة في العالم تعمل انتخابات، وزي مانكون أول شعب في العالم ينزل ينتخب، مع العلم ان بداية الحقبة الليبرالية في مصر في عشرينات القرن اللي فات شهدت انتخابات أكثر نزاهة وأكثر إقبالا من الناحية النسبية باعتبار ان عدد المصريين أيامها كان أقل بكتير من دلوقتي، كمان الكلام عن نزاهة العملية الانتخابية غير صحيح بالمرة بالعكس الانتخابات كانت مشبوهة، كان فيها تجاوزات كتير جدا، وأداء الجنة اللعيا المشرفة علي الانتخابات كان ضعيف جدا،، والأهم بقي من كل ده ان نسبة المشاركة الفظيعة دي غير حقيقية بالمرة، لان الناس كانوا محطوطين ما بين سندان الغرامة ومطرقة خطباء الجوامع من الاخوان والسلفيين، يعني نص الناس رايح علشان خايف من الغرامة والنص التاني رايح علشان خايف من خطيب الجمعة،، ايوة من خطيب الجمعة مش من ربنا، وهو ده السبب الرئيسي ورا النجاح الكاسح للتيار الاسلامي في الانتخابات البرلمانية.


بس عموما خلونا نعيد قراءة الكلام ده برضه بناء علي كلام الشيخ الشعراوي، النسبة اللي عندنا بتقول ان الانتخابات الاخيرة دي هي الفريدة من نوعها في التاريخ المصري، من حيث نزاهتها ودرجة الاقبال الشعبي عليها،، اهي دي نسبة بعض الناس بتجزم بيها،، تماما قوي ده الشرط الأول،، ويقدروا كمان يدللوا عليها،، حلو جدا ده الشرط التالت،، انما الشرط التاني غير متحقق بالمرة، لان النسبة دي غير واقعة علي الإطلاق. وخلونا نطبق الكلام ده بشكل عملي.


لو بصينا لمجتمعنا اللي فيه نسبة أمية 40% يعني فيه 40% من الناس اللي راحت الانتخابات مابتعرفش تقرأ وتكتب، يبقي أي عقل ده اللي يقتنع ان واحد مابيعرفش يقرأ ويكتب هايختار ما بين 16 قايمة واكتر من 140 مرشح فردي بأسماءهم وأرقامهم ورموزهم؟؟!! طبعا لازم حد يمليه. وبنفس المنطق لو بصينا لمجتمعنا اللي فيه نفس النسبة تقريبا 40% ان لم يكن اكتر بتعيش تحت خط الفقر، واحد مش لاقي أصلا يأكل ولاده انت بتقوله هاندفعك غرامة 500 جنيه لو ماروحتش الانتخابات، يبقي أي عقل ده برضه اللي يقتنع ان الراجل ده ليه توجه سياسي معين هو رايح ينتخبه، او انه يفرق معاه فلان عن علان، كمان لو حطينا في اعتبارنا ان الصنفين دول كل ما يروحوا يصلوا الجمعة يلاقوا الشيخ بيزعق ويقول ان من الواجب علي كل مسلم ومسلمة انهم ينتخبوا المرشح الاسلامي وانهم يأثموا لو ماعملوش كده أو لو انتخبوا باقي المرشحين العلمانيين الكفرة. يبقي في الحالة دي نسبة المشاركة غير حقيقية علي الإطلاق أو لو شئنا الدقة، غير ديمقراطية.


لو رجعنا لكلام الشيخ الشعراوي عن الجهل، غالبية الناس اللي شاركت في الانتخابات كان عندها أمية سياسية فضلا عن أمية القراءة والكتابة، يعني كان ذهنها من ناحية الانتخابات ذهن فارغ، الذهن الفارغ ده تم حشوه بنسبة غير واقعة، فتحول من ذهن فارغ لذهن مشغول بقضية غير واقعة، اللي هو تعريف الجهل زي ما قال الشيخ الشعرواي، يعني باختصار الانتخابات دي فعلا كان آية من آيات الديمقراطية،، ديمقراطية الجهل.


محمد عوض