كنت أتقدم في مشية بطيئة متئدة بذلك الشارع الغريب، أشعر بألم شديد ودوار يلف رأسي، عرجت علي مكان أجهله أيضا، دفعت بابًا زجاجيا ودلفت إلي الداخل، توقفت برهة بالمدخل أتطلع إلي المكان في محاولة لاستجداء كل تلافيف عقلي وبخاصة تلك المسئولة عن مكامن الذاكرة أن تسعفني بجواب لسؤالي.. أين أنا؟
بدا المكان، الذي اتضح لي فيما بعد أنه مجرد مقهي علي الطراز الغربي، مألوفا إلي حد كبير، وبينما أنا منهمك في اعتصار ذاكرتي إذا بي أتعرف علي أحد الموجودين بالمكان، ولا أدري لماذ ترتبط صورته في ذهني باسم ماثيو .....
"سحقا، انه ماثيو بري أحد أبطال المسلسل الأمريكي friends"
هكذا وجدت الكلمات تنطلق من لساني وكأني أقرأها علي شريط الترجمة بإحدي حلقات المسلسل، وعندها أدركت أن الأمر ليس أكثر من مجرد حلم، وتيقنت أنني أغط في نوم عميق.
ارتسمت علي صفحة وجهي ابتسامة طفولية، وتراءت لي الفكرة ماكرة، ما دمت قد انتبهت إلي أنني أحلم لماذا لا أعبث قليلا بعقلي الباطن وأتابع هذا الحلم كما يروق لي؟؟؟
اتسعت الابتسامة أكثر فأكثر بينما الافكار تدور برأسي، لأستحضرها.. نعم فلأستحضرها وأخبرها بكل ما عجز لساني عن النطق به في الواقع، ولكن كيف لي أن أستحضرها، لا يرتبط وجودي معها سوي بمكان واحد هو العمل، ولكن كيف لي الخروج من هذا المكان والذهاب إلي الـ..... انتبهت فجأة فإذا بالمكان من حولي يتبدل ويستجيب، أصبحت فعلا بالعمل، ولكن ما هذا؟ أين ذهب الجميع، المكان يبدو خاويا تماما، إننا نعمل علي مدار اليوم، ولا يوجد توقيت محدد ينقطع فيه الناس عن التواجد.
ذرعت المكان يمنةً ويسرة ولكني لم أجد أحدًا، بدا المكان شديد الوحشة وكأنما يستمد حياته من وجود العاملين به، وفجأة أدركت أنني في الطابق الرابع، وأنه قد تم نقلها للعمل في الطابق الثامن. هرولت إلي حيث المصاعد ولكني لم أجد أيا منها بمكانه، دفعت الباب المفضي إلي السلم، وتابعت الصعود إلي الطابق الثامن تملؤني المخاوف أن يكون هو الأخر خاليا كنظيره في الاسفل، ولا أجدها هناك، ولكني عندما دفعت الباب قاصدا الدخول، واجهتني ريح شديدة البرودة تراجعت علي إثرها خطوات إلي الخلف أخطأت فيها قدماي موضعهما وأصبحت علي مشارف السقوط بعد أن اختل توازني، وحينها بدأ المكان كله في التداعي.
أدركت بعد أن أفقت من نومي مفزوعا أنني كنت قد ألقيت بكل الأغطية من علي السرير أثناء اندفاعي في صعود تلك الدرجات الوهمية، وبينما كنت أحاول العودة إلي النوم بعد أن التقطت الأغطية وأحكمت التدثر بها، داهمني شعور طاغٍ بالاشتياق إليها.
3 اتكلموووووو:
هل هذه التدوينة متأخرة بعض الشيئ؟
لا أريد أن أكون كغراب البين لكن..باد نيوز فور يو..هذه الأحلام تظل فى حالة مراوغة طالما كنت فى حالة مطاردة..وبمرور الوقت يتحول شوقك (إليها) إلى شوق لهذه الرؤى..وفى الغالب ستظل تفكر فى هذه الأمور قبل النوم أملا فى أن تتسرب لأحلامك عندما يتسلل النوم إلى جفنيك
لا تسألنى عن الحل..لا أعرفه..فقط أردت أن أنكد عليك فى مساء كئيب أصلا كهذا..هل هذه نذالة؟
النذالة الحقيقية هنا هى أننى أستمتع بأوجاعك لأنها تدفعك للكتابة..وهى تروقنى
يأسرني دائماً أسلوب الكتابة خاصة الطلعة الأولى فهي مهمة دائما ، وهي اذا استولت واسترعت انتباهي فهي تأسرني الى نهاية المقال ، وارى ان الكتابة هنا ايضا يمكن وصفها بما ذكرته آنفاً...... .. تتكلم هنا عن الأحلام أو أحلامك - ولا فرق كبير هنا فأنت اذا كتبت عن نفسك ( بالتورية) أو عن واقع او قصة خيالية تراها عن غيرك تكتب لنأخذ نحن العبرة و...... بقية البهاريز المستفادة ، ويمكنني القول ان استفادتي الشخصية من هذه التدوينة عظيم فلقد أكدت لي أن الأحلام دائما مراوغة واننا نتمنى دائما ونطمح فيما لاندركه فالدنيا كالاحلام في تشابه المراوغة، والأحلام تجسيد لمراوغة الدنيا المهلكة الطاحنة .... قد ندرك أحياناً احلامنا فنحققها وقد لاندركها ، ولكن الإنسان دائما ما يحاول ان يدركها ، إما بمحاولات التفافية غيبة عفنة فيحققها على أجساد ومآسي الآخرين وقد يحققها عبر طرقها الموسومة لها ، وعند الاولى لا ينال أبدا الرضى ، مهما رأى أو توهم وفي الثانية العكس ، لكن الأمر في صورته الكليه محاولات وعذابات وبهجات يقابها المرء حتى يصل الى مبتغاه او لا يصل ،، تماما عبرت عنها بالاحلام التي تراوغ دائماً .
أرى في تلك التدوينة قيماً مستفادة أراها انا في أن المنحى الغربي ( الكوبي بستي ) في صنع الأشياء عندنا ( المدارس المحلات الثقافة ...) فاق الحد ، وهذا ماعبرت عنه أنت في مقطعك الأول .
إن الأشياء الجميلة دائما ما يظل صداها في النفس حتى ولو كانت ممن لانحب ( مين ده اللي شبه ماثيو ؟؟؟--- أو اشمعنا ماثيو؟؟؟)
وأخيراً وليس آخراً أنصح كل واحد أنه يقول الفاتحة والمعوذات، ويسيب الأمور لله ويخلص النية بس وربنا هيكرم ويكافئ____ وكله كله يستغطي قبل ما ينام ، عشان اضغاث الأحلام ديه بقى مش ناقصنها ....
طبت في كل وقت
لحب دائما هو الشئ الافضل في هذه الحياة طالما كان عذابه رقيقا باعثا للنفس دائما على أن تسعى وان تجتهد وتتمنى --- بشرط ان لايسيطر علي بل --- نسير معا أنا والحب فهو بمثابة الرفيق الخفي الذي اعتمد عليه في غلاباتي .
Post a Comment