رواية "الحرب في بر مصر" للكاتب يوسف القعيد هي رواية
شهيرة، وتقع في مرتبة متقدمة في تصنيف جريدة أخبار الأدب المصرية لأفضل 100 رواية في
القرن العشرين، ولكني بعد قرائتها لم أجد فيها سوي حبكة لا أري للكاتب أي فضل فيها،
ولا أستبعد أن تكون حبكة قصة حقيقية حدثت بالفعل. ولا أراني مبالغا حين أقول أن تلك
الرواية استمدت كامل شهرتها من تحولها إلي فيلم سينمائي بعنوان "المواطن مصري"
قام بأداء أدوار البطولة فيه كل من عمر الشريف وعزت العلايلي.
لا أدّعي علما بقواعد النقد الأدبي، ولكني كقارئ نَهِم للأدب أستطيع
الوقوف علي عدة معايير موضوعية لتقييم العمل الأدبي، أولها وأهمها لغة الكاتب. فكما
أن الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة، اللغة هي أول ما يحاسب عليه الكاتب
عند القراءة، ولغة الكاتب في هذه الرواية آية في الركاكة والسطحية، تمتزج عاميتها بفصحاها
في خلط فج لا يربطه رابط، ولا تستطيع أن تتبين دلالة التعبير بالفصحى هنا، أو التعبير
بالعامية هناك، أو التعبير بلغة ركيكة لا هي عامية ولا هي فصحى في كثير من الأحيان.
أما إذا جئنا إلي القالب السردي، فسنجد أن الكاتب اعتمد علي قالب
محدد من بداية الرواية، إن جاز لي أن أسمّيه "القالب السردي متعدد الألسنة"،
حيث يقوم الكاتب بتقسيم فصول الرواية بين شخصياتها، ويقوم بالسرد علي لسان كل شخصية
في الفصل الخاص بها، غير أن الكاتب لم يلتزم بهذا القالب السردي، فكان الكلام يسري
علي لسان الراوي تارة وعلي لسان الشخصية تارةأخري في عشوائية لا دلالة لها، حتي أن
القارئ يختلط عليه الأمر في بعض الأحيان ولا يدري ما إذا كان المتكلم هو الراوي أم
الشخصية.
إذا انتقلت إلي بداية الصفحة وقمت بالضغط علي الرابط المتشعب الذي
يحمل اسم الكاتب "يوسف القعيد" سيحملك هذا الرابط إلي الصفحة الخاصة بالكاتب
علي موقع "جودريدز" وستقرأ ضمن ما كُتب في تعريف الكاتب أن "حازت روايته
الحرب في بر مصر على المرتبة الرابعة ضمن أفضل مائة رواية عربية." وهو ما يدفعني
للتساؤل، إن كان الكاتب حقا يملك ناصية فن الرواية بما يدفع بأحد أعماله إلي رأس القائمة
الخاصة بأفضل 100 رواية في قرن كامل، أليس من الغريب ألا تحظي أي من أعماله الأخري
بأية شهرةٍ تُذكر؟!
--------------------------------------
مدونة سقراط | محمد عوض
0 اتكلموووووو:
Post a Comment