Sunday, December 21, 2008

يا سائقي مصر .. انتحروا


- انتى جاية اشتغلى ايه؟
- سواقة.


كم أمقت هذه المهنة، وممتهنيها، وكل من له شبهة صلة بها من قريب أو بعيد. قد يكون من الغريب أن أبدأ حديثي بتصريح كهذا، ولكني اعلم انه لن يكون غريبا بالنسبة لك إذا كنت من غير مالكي السيارات ومن مستخدمي المواصلات العامة والخاصة بشتي أنواعها. أما إن كنت من مالكي السيارات وبخاصة ذوات التكييف ولا تعلم عن المواصلات العامة غير أنها المسبب الأول والأوحد في حالة الاختناق المروري، فليس عليك حرج في شيء من التعجب.

وبما أنني من أتى إليك بهذا التعجب فدعنى أذهبه عنك. والأمر في منتهي البساطة، ولن تتكلف سوي عناء الذهاب إلى أقرب "موقف" لسيارات الأجرة وحبذا لو كان فى إحدي الأقاليم، وستسمع بأم أذنك تعبيرات من قبيل "ده أوسخ موقف في مصر" وفى الحقيقة لا ذنب لـ "الموقف" في وساخة قاطنيه.

ولن يطول بحثك عن السر في هذا النفور العام من أصحاب هذه المهنة، فمن بين كافة السفاسطة المستغلين لهذا الوضع المزري المسمي بـ "الكساد التضخمي" يأتي سائقي الأجرة في مرتبة متقدمة، حيث ترتفع قيمة الأجرة في حالة ارتفاع أسعار البنزين والسولار، ولكنها ترتفع أيضا في حالة انخفاض أسعار نفس السلع، بل إنها قد ترتفع لارتفاع أسعار "كريم دوف"، وإياك أن تسألني عن العلاقة بين "كريم دوف" والسيارة.

أما عن وسيلة إقناع الزبائن بمثل هذه الزيادة فهناك وسيلة واحدة مضمونة ماركة "مش عاجبك اركب عربية تانية" ، وفى حالة إجماع الزبائن على الاعتراض فهناك وسيلة للتعامل مع مثل هذا أيضا وهى ماركة "مش محمّل". ناهيك عن معاملة الزبائن على أنهم مرؤسيه وعليهم بطاعة أوامره إلى أن يصل بهم إلي وجهتهم، وليس هناك مانع من فرض بعض الأغاني "الواطية" وليست الهابطة لزوم الدماغ.

لكل هذا وغيره أمقت هذه المهنة وممتهنيها، وكما أطلقها ماركس مدوية في وجه الرأسماليين، أطلقها أنا الأخر ولو لم تكن مدوية ...
يا سائقي مصر .. انتحروا.